هذا بحث طبي ديني عن الحياة الإنسانية الدنيوية: متى تبدأ؟ ومتى تنتهي؟ وذلك يستدعي البحث في تكون الجنين، ونفخ الروح فيه. وبما أن المؤلف كان قد بحث مراحل تكوين الجنين في عدة كتب سابقها أهمها "خلق الإنسان بين الطب والقرآن" فقد ركز القول هنا على موضوع نفخ الروح في الجنين، ومتى يحدث ذلك، بناء على ما ورد عن خير البرية صلى الله عليه وسل...
قراءة الكل
هذا بحث طبي ديني عن الحياة الإنسانية الدنيوية: متى تبدأ؟ ومتى تنتهي؟ وذلك يستدعي البحث في تكون الجنين، ونفخ الروح فيه. وبما أن المؤلف كان قد بحث مراحل تكوين الجنين في عدة كتب سابقها أهمها "خلق الإنسان بين الطب والقرآن" فقد ركز القول هنا على موضوع نفخ الروح في الجنين، ومتى يحدث ذلك، بناء على ما ورد عن خير البرية صلى الله عليه وسلم، من أحاديث صحيحة أخرجها (الشيخان) وأولها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكاً، فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: أكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح".وحديث حذيفة بن أسيد-الذي أخرجه مسلم في صحيحه-قال: "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكاً فصورها، وخلق سمعها وبصرها، و جلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء".وقد شرح الحديثين الشريفين مستعيناً بما قاله علماء الأمة، وما توضحه أبحاث علم الأجنة الحديثين وما في ذلك من إعجاز مبهر. وقد تعرضت لموقف الفقهاء الأجلاء من المولود الذي لم يستهل صارخاً، والذين لم يعتبروا حياته حتى يستهل، أو تعلم منه إمارات الحياة بيقين، وشرحت ذلك بما فيه الكفاية.ثم تعرض لمفاهيم القلب، والصدر، والروح، والنفس، لارتباطها بمفهوم الحياة بدءاُ وانتهاءً، وشرح ذلك من الناحيتين الدينية والطبية شرحاً وافياً، دون إطناب، وبين أوجه الاتصال والاختلاف، واعتمد في ذلك بصورة خاصة على الإمام الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) حيث استطاع أن يوضح بجلاء هذه المفاهيم، بحيث يمكن الجمع بين ما يقوله الطب وعلم التشريح، وبين ما يقوله العلماء الأجلاء في هذه النقاط. وتعرض بعد ذلك لمفهوم الموت، ومفهوم موت الدماغ، والأدلة عليه، ومقارنته بما كان يفهمه الفقهاء من حركة المذبوح، حتى ينجلي الران والشك عن هذا الموضوع الذي اكتنفته الظنون، وأساءت فهمه المفهوم.