هيمنت نظرية/نظريات السرد الحديثة ـــــ بطروحاتها ومقارباتها وجهازها المفاهيمي والاصطلاحي المتكاثر والمتطوّر والعالي التداول ـــــ على الثقافة الأدبية المعاصرة بقدرٍ كبيرٍ من التسلّط والإكراه الثقافي والفكري والأدبي، وراح الكثير من المشتغلين في حقل الثقافة الأدبية ينهلون من معين هذا النهر الجارف الذي أتى ـــــ كما يبدو ـــــ على ...
قراءة الكل
هيمنت نظرية/نظريات السرد الحديثة ـــــ بطروحاتها ومقارباتها وجهازها المفاهيمي والاصطلاحي المتكاثر والمتطوّر والعالي التداول ـــــ على الثقافة الأدبية المعاصرة بقدرٍ كبيرٍ من التسلّط والإكراه الثقافي والفكري والأدبي، وراح الكثير من المشتغلين في حقل الثقافة الأدبية ينهلون من معين هذا النهر الجارف الذي أتى ـــــ كما يبدو ـــــ على كلّ شيء، وأضحى من لا يتكلّم بمصطلحات السرديات ومفاهيمها ومقولاتها (وفذلكاتها) ناقص الثقافة ومتخلفاً عن ركب النظرية، وتناسلت الكتب السردية ـ ترجمة وتأليفاً وتداولاً ـ بطريقة مرعبة لم تشهد لها الثقافة العربية مثيلاً في تاريخها كلّه، واختلط في الكثير من الأحيان الحابل بالنابل من حيث تعدد مصطلحات السرد وتداخلها وتشتتها ـ بل وتناقضها أحياناً ـ ولعلّ الافتقار إلى منهج واضح ومتفق عليه في إطار مشروع ترجمي عربي موسوعي عالي المستوى في هذا الشأن، هو الذي خلّف هذا الركام المتداخل والمختلط والملتبس من المصطلحات في الدرس السردي العربي الحديث خاصة، على النحو الذي يتوجّب علينا فيه التوجّه العلمي المنهجي الدقيق نحو إعادة النظر في الجهاز المصطلحي والمفاهيمي الذي يحكم التعامل مع نظرية/نظريات السرد على المستويات كافة، ووضع الحدود بينها على الصعيد النظري والإجرائي والتداولي.