يتحرى هذا الكتاب عالم الطفل من الناحية النفسية بتركيزه على ظاهرة اللعب وقد درس علماء النفس هذه الظاهرة (تحليل نفس الطفل) من خلال التوغل في أعماقه اللاواعية، فكشفت "كلاين" النقاب عن ذلك العالم الهوامي الذي يعيش فيه الطفل في السنوات الأولى من عمره. ولعل أهم إنجاز لها هو اكتشاف تقنية التحليل بواسطة اللعب الذي هو بالنسبة للطفل الصغي...
قراءة الكل
يتحرى هذا الكتاب عالم الطفل من الناحية النفسية بتركيزه على ظاهرة اللعب وقد درس علماء النفس هذه الظاهرة (تحليل نفس الطفل) من خلال التوغل في أعماقه اللاواعية، فكشفت "كلاين" النقاب عن ذلك العالم الهوامي الذي يعيش فيه الطفل في السنوات الأولى من عمره. ولعل أهم إنجاز لها هو اكتشاف تقنية التحليل بواسطة اللعب الذي هو بالنسبة للطفل الصغير بمثابة تداعيات الحلم بالنسبة للكبار.وبما أن الطفل يعبر من خلال اللعب عن تجاربه المعاشة وعن رغباته وهواماته اللاواعية اعتبر علماء النفس أن (الرسم واللعب) هو شكلاً من أشكال التعبير غير المباشرة وتؤدي دوراً هاماً خلال العلاج. لأجل ذلك يرتكز هذا الكتاب في ممارسته التحليلية بالإستناد إلى بعض المفاهيم الأساسية: حيادية المحلل، النقلة، الهدف العلاجي، فكل عمل نفسي علاجي يقوم برأي الكاتب بتغيير البنية المشوشة للشخصية ويحل الأزمات داخل النفسية.إن من أهم ما ركّز عليه المحللون النفسيون هو اهتماماتهم بإبراز المآزم الطفلية عند الطفل بالذات من خلال "تمكين الطفل من إيجاد حل لمصاعبه الداخلية حتى يصبح قادراً على استخدام كل طاقته العقلية والعاطفية". لهذا يدرس هذا الكتاب النظرة الجديدة إلى طبيعة الطفولة وحاجاتها الخاصة وخصوصاً بعد القرن الثامن عشر مع كتابات روسو وتعاليم فرويد حيث نشأ فرع جديد تماماً من فروع المعرفة هو (علم نفس الطفل). لقد أحدثت الأفكار الجديدة بشأن الطفولة ثورة حقيقية في رعاية الطفل، ثورة تميّزت بالتأكيد على حاجات الطفل وميوله وأهوائه. لقد بزغ أسلوب المشاركة الوجدانية في تنشئة الأطفال، وكانت له أصداؤه ليس في أساليب تعامل الآباء والمربين الجديدة مع سلوك الأطفال فحسب، بل أيضاً في أساليب تصّرف وتكيّف الأطفال أنفسهم. وبهذا أصبح اللعب ليس مجرد تسلية وإنما يتضمن مجموعة متنوعة ومهمة من السوكيات التي تفي بأغراض مهمة في النمو الإجتماعي والإنفعالي، والعقلي للطفل.يقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام يتضمن كل قسم عدة فصول: القسم الأول جاء بعنوان "أضواء جديدة على الطفولة" ويضم ثلاثة فصول، الأول: اللعب والنمو العقلي، الثاني: تطور اللعب الإجتماعي، الثالث: التلفزيون والطفل. أما القسم الثاني فجاء بعنوان "المفاهيم الأساسية للتحليل النفسي" ويضم ثلاثة فصول الأول: التحليل النفسي للطفل، الثاني: النمو النفسي والإنفعالي، الثالث: الحرمان العاطفي وآثاره النفسية. ويأتي القسم الثالث والأخير بعنوان "العلاج النفسي باللعب" ويضم أربعة فصول الأول: يبحث في تشخيص العصاب الطفلي، الثاني: التشخيص من خلال اللعب، الثالث: التحليل النفسي للعب، الرابع: كيفية العلاج النفسي باللعب.