عندما خلق الله الناس، منح كل إنسان عقلا ورزقا...فرضي كل إنسان بعقله- بل أعجب به لدرجة التيه -ولم يرض أغلب الناس برزقهم..و” لو كان لابن ادم واديان من الذهب لالتمس لهما ثالثا ”....ونترك الآن موضوع الرزق لأنه لا علاقة لها بالموضوع ونعود إلى موضوع الإعجاب بالعقل لنر نتائجه التي من أوضحها شيوع الاختلاف في الآراء والقناعات...
قراءة الكل
عندما خلق الله الناس، منح كل إنسان عقلا ورزقا...فرضي كل إنسان بعقله- بل أعجب به لدرجة التيه -ولم يرض أغلب الناس برزقهم..و” لو كان لابن ادم واديان من الذهب لالتمس لهما ثالثا ”....ونترك الآن موضوع الرزق لأنه لا علاقة لها بالموضوع ونعود إلى موضوع الإعجاب بالعقل لنر نتائجه التي من أوضحها شيوع الاختلاف في الآراء والقناعات على مدى التاريخ والى قيام الساعة... ”ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين “.........إذا فالاختلاف أمر طبيعي بين الناس ولهذا تجد أن أغلب الناس يرون أنهم على الحق وغيرهم على الباطل، ويحاول كل فريق أن يقنع الفريق الآخر بالرأي الذي يراه صوابا، أي يحاول تغيير قناعات الآخرين لتكون مثل قناعاته وهذا ما يمكن أن نسميه بالإقناع... ولكن المشاهد المحسوس إن أكثر الناس عاجزون عن إقناع غيرهم والقلة وحدها هي القادرة على ذلك... فما هو السبب أو ما هي الأسباب ؟؟!! وكيف بمكن للعاجز عن إقناع غيره أن يتخلص من هذا العجز ويصبح قادرا على تحقيق هدفه في امتلاك مهارة الإقناع وتغيير قناعات الآخرين........هذا هو أهم ما يحاول هذا الكتاب توضيحه!!!إقناع الشامل ثابت أم إقناع جزئي مؤقت؟؟!!عندما نحاول إقناع إنسان بتغيير قناعاته، فإننا إما أن نطمح إلى تغيير قناعته تجاه مسالة واحدة أو موقف واحد أو بضعة مواقف فحسب، أو أننا نرغب في تغيير كل مواقفه..فان كانت الأولى فمن السهل تحقيق ذلك بأي أسلوب من أساليب الإقناع المؤقتة كالثواب والعقاب أي الترغيب والترهيب -وفي لغة السياسة والدول العصا والجزرة-أو بالأساليب العاطفية لاستمالته نحو ما نريد وذلك نحو إقناعه بانتخاب رئيس أو نائب في انتخابات الرئاسة والنواب وما شابه. أما في حالة رغبتنا بإقناعه في الوقوف إلى جانبنا في كل المواقف بل وجعله مستعدا للتضحية في سبيل القناعات التي أقنعناه بتبنيها فان الأمر مختلف وأصعب بكثير لكنه ليس مستحيلا بل ولا حتى صعبا جدا!!والمطلوب في هذه الحالة – حالة الإقناع الشامل – هو أن نبني الإقناع على أساس قاعدة فكرية راسخة لان هذا هو الحل الوحيد ليكون الإقناع شاملا لكل المواقف وثابتا غير متقلقل ودائما غير مؤقت...وسنتطرق إلى هذه المسالة في آخر الكتاب إن شاء الله.