بين دفتي هذا الكتاب مجموعة قصصية كتبها الأديب المغربي القاص "محمد زفزاف" تشكل قراءة لصور متعددة من الحياة الاجتماعية بأسلوب أدبي شيق يلاحق تحركات وانفعالات وحوارات أبطال مجموعته القصصية هذه في حبكة فريدة، فيشبكهم في نسيج درامي إنساني يصور حال الأنا البشرية التي أتعبتها رتابة الحياة، فأصبح الإنسان يشعر في اغتراب ذاتي عن محيطه، في...
قراءة الكل
بين دفتي هذا الكتاب مجموعة قصصية كتبها الأديب المغربي القاص "محمد زفزاف" تشكل قراءة لصور متعددة من الحياة الاجتماعية بأسلوب أدبي شيق يلاحق تحركات وانفعالات وحوارات أبطال مجموعته القصصية هذه في حبكة فريدة، فيشبكهم في نسيج درامي إنساني يصور حال الأنا البشرية التي أتعبتها رتابة الحياة، فأصبح الإنسان يشعر في اغتراب ذاتي عن محيطه، فيلبس قناعاً من الزيف لا يعكس حقيقته يقول في قصة (الهم): "أنظر إلى الآخرين دائماً في حلف. كل واحد منهم يخفي شخصاً ثانياً، إنهم لا يتحدثون عن همومهم الحقيقية ألا لأنفسهم. ما من رجل استطاع أن يعترف لزوجته أنه يحب امرأة أخرى غيرها وما من امرأة فعلت العكس، لكل همه ولكل حقيقته. وأنت؟ (...)".أما في قصة (السجن والحديقة) يحكي أديبنا قصة عاشقة، امرأة غاب عنها زوجها ولكنه بقي يعيش في داخلها، تستعيد ذكرياتها معه فتخط له رسالة أنيقة، ملونة ومطرزة بالفرح مرة وبالحزن مرة، على وقع موسيقى شوبان تقول: "لذتي هي في ان أكتب إليك وأنا استمع إلى مقطوعات من شوبان.." تتذكر كلماته "قلت أنك مادي، وقلت أنا لحظتها: الإنسان هو المبدأ. أن تكون مادياً فهذا لا يمنع من أن تكون رومنتيكياً...".ففي غيابه لم تعتد تحتمل "ذلك الوجه الآخر للحياة، أصبحت عللها أقرب إلي من محاسنها، فحتى الموسيقى، لم تعد تستطيع النفاذ في هذا الفضاء إلي.. وكنت أحبها وأعيدها. وكنت أتخيل عندما اسمع مقطوعاتك المفضلة، أن الأشجار والممرات في الحديقة، ترقص لشبحك الذي ينتشر".مجموعة قصصية رائعة، تضم عشرة قصص يبحث من خلالها أديبنا عن معان سامية في زحمة الأفكار والتيارات الغريبة عن واقعنا العربي، فنتج عنها رؤية جديدة لتلك التركيبة المعقدة والمتشابكة التي نحياها جميعأً في جميع مناحي الحياة فمنا من يستسلم ومنا من يغارب عن ذاته فيعيش وحيداً وسط الزحام.