لا يكتب الكاتب الذي يحترم نفسه ويحترم قارئه من أجل الكتابة واثبات الذات بل يكون مدفوعا باهداف معينة واضحة نصب عينية ومن البداية. والكتابة عن المدمنين لا تنتهي ، ولعل الجديد في هذا الكتاب أنه يقدم وجهة نظر المدمنين في الإدمان والعديد من قضاياه دون تقعر أو تسلط أو فرض وجهة نظر من جانبنا. فما أسهل الاتهام لهم بأنهم منحرفون وضالون و...
قراءة الكل
لا يكتب الكاتب الذي يحترم نفسه ويحترم قارئه من أجل الكتابة واثبات الذات بل يكون مدفوعا باهداف معينة واضحة نصب عينية ومن البداية. والكتابة عن المدمنين لا تنتهي ، ولعل الجديد في هذا الكتاب أنه يقدم وجهة نظر المدمنين في الإدمان والعديد من قضاياه دون تقعر أو تسلط أو فرض وجهة نظر من جانبنا. فما أسهل الاتهام لهم بأنهم منحرفون وضالون وما أسرع وأسهل أن تشدد القوانين حتى نصل إلى درجة الإعدام وإذا كان هناك ما هو أكب من الإعدام فأهلا به وما أسرع وأسهل ان نشجب ليل نهار. ووسط كل ذلك ومن خلال التعامل مع المدنين لمدة خمس سنوات قابلت خلالها عشرات إن لم يكن مئات من المدمنين حتى قررت منذا البداية أن أتخلي طوعا عن الأفكار المسبقة في ذهني عن الإدمان والمدمنين وان أتحول إلى " تلميذ في حضرتهم يستمع جيدا ويفوه في أعماقهم والاهم أن تشعره أنك" متعاطف معه" وأن مهمتك مساعدته والآخذ بيده لا توجيه اللم والتأنيب له أو حتى إشعاره (ولو نفسيا) أنك تنبذه أو تكرهه بهذا الأسلوب فتح لي عشرات ان لم يكن المئات من المدمنين من مختلف الفئات والطبقات وحتى المخدرات قلوبهم وعقولهم وفتحوا إلى أفاقا جديدة من الفهم والواعي لهذه الظاهرة.