من أهم ما يميز الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم، امتلاكها لتاريخ ثر مليء بالأحداث والوقائع والذكريات الجميلة والتي هي عبرة ودرس للأجيال، بالإضافة إلى الأماكن المقدسة والتاريخية المنتشرة في كافة أرجاء البلاد الإسلامية، فما من بلد إسلامي تمر به إلا وتجد فيه معلماً من معالم الحضارة الإسلامية. فمن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث ...
قراءة الكل
من أهم ما يميز الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم، امتلاكها لتاريخ ثر مليء بالأحداث والوقائع والذكريات الجميلة والتي هي عبرة ودرس للأجيال، بالإضافة إلى الأماكن المقدسة والتاريخية المنتشرة في كافة أرجاء البلاد الإسلامية، فما من بلد إسلامي تمر به إلا وتجد فيه معلماً من معالم الحضارة الإسلامية. فمن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في فلسطين، إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، إلى المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، إلى مسجد الكوفة في الكوفة، ومرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف الأشرف، ومراقد الأئمة الأطهار عليهم السلام في كربلاء المقدسة والكاظمية المشرفة وسامراء المقدسة بالعراق، إلى مرقد الإمام الرضا عليه السلام في خراسان بإيران، والأزهر الشريف في القاهرة حيث بناه الفاطميون، وقصر الكرملين في روسيا والذي قام بتشييده المسلمون قبل خمسة قرون كمقر للحاكم الإسلامي هناك، ولكن مما يؤسف له اليوم أنه أصبح بأيدي غير المسلمين كغيره من المعالم الإسلامية، ثم الأندلس في إسبانيا، ثم ألآثار الإسلامية في الصين والهند وغيرها من بقاع العالم.والمسلم يعتز بتاريخه وحضارته ويفتخر بهما، وهذا الاعتزاز والافتخار بالتاريخ والحضارة هو الذي جعل الحضارة الإسلامية حضارة حية، فلم تمت ولم تندثر مثل باقي الحضارات التي قامت وزالت ثم أصبحت جزء من التاريخ وربما نسيت.ومن مظاهر هذا الاعتزاز والافتخار لدى المسلم هو زيارة تلك الأماكن المقدسة وتبجيلها وتقدسيها والتردد عليها باستمرار، ليس باعتبارها أثراً تاريخياً فحسب، بل لورود الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على ذلك. والذي يسعى إليه هذا الكتاب هو التذكير بعظمة المشاهد والمزارات الإسلامية والوقوف عليها وعدم تجاهلها، كنا ويهدف هذا الكتاب لإلقاء الضوء على آداب زيارة هذه الأماكن والأحكام الفقهية المتعلقة بها.