يجد القارئ في هذا الكتاب إجابات على الأسئلة المتعددة التي تطرح اليوم عن موضوع تلوث البيئة ومشاكلها، من منظار علمي وشرعي، "فطالما كان الإسلام دين البشرية الذي يواكب التقدم الحضاري ويستوعب مشكلات الحضارة، فإنه لم يهمل قضية كبرى مثل البيئة، ولم يغفل عن وضع الحلول الناجعة لمظاهرها السلبية وأمراضها العديدة". فالدين حرّم العدوان، والإ...
قراءة الكل
يجد القارئ في هذا الكتاب إجابات على الأسئلة المتعددة التي تطرح اليوم عن موضوع تلوث البيئة ومشاكلها، من منظار علمي وشرعي، "فطالما كان الإسلام دين البشرية الذي يواكب التقدم الحضاري ويستوعب مشكلات الحضارة، فإنه لم يهمل قضية كبرى مثل البيئة، ولم يغفل عن وضع الحلول الناجعة لمظاهرها السلبية وأمراضها العديدة". فالدين حرّم العدوان، والإنسان حين يلوّث الطبيعة، إنما هو يقوم بفعل عدوان على أرضها وسماءها وماءها، وعلى حياة الكائنات الحية التي تعيش فيها، وكذلك على حياة أخيه الإنسان.تشمل البيئة بمفهومها المتكامل والعام، كل ما يحيط بالإنسان من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وطبيعية. و"لقد بيّن الإسلام أحكام البيئة سلبا وإيجابا، وجوبا وحرمة، ندبا وكراهة، تكليفا ووضعا..". يبحث المؤلف في آيات القرآن الكريم والسنّة عن جميع الدلائل التي تشير إلى العناصر التي يمكنها أن تضر بالكائنات والبيئة، والتي نهى الدين الإنسان عن فعلها. إذ يجب المحافظة والإبقاء على "عناصر ومكونات البيئة الطبيعية على حالها كما خلقها الله سبحانه وتعالى دون تغيّر جوهري يذكر، فإذا حدث نقص في جانب أو زيادة في جانب، اضطرب التوازن". وبما أن مشكلة التلوث لا تقتصر على حي أو بلد، بل هي مشكلة عالمية، فعلى الدول "المختلفة التعاون فيما بينها لتحل هذه المعضلة"، كما أوصى النبي(صلى الله عليه وسلم) حين قال: إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.يبحث المؤلف أيضا وبالتفصيل في جميع أنواع التلوث كتلوث الهواء، والماء، والتراب، والصوت والضوء، والبحار، والتلوث الغذائي، والتلوث بالأدوية وبالنفايات الصناعية والكيميائية. ينتقل بعدها إلى العلاقة التي تربط التلوث بالإسراف في استعمال الإنسان واستهلاكه لجميع أنواع مصادر الطاقة والغذاء، وحتى لمشكلة الإسراف في أي من المجالات الحياتية، كالإسراف في الطعام والتجميل والنظافة والجنس وإلى ما هنالك.لا يكتفي الباحث في هذا الكتاب باستعراض بنود وشرح مسألة البيئة والتلوث، البالغة الأهمية والتي تشغل بال الكثيرين في العالم من السياسيين والعلماء والمثقفين والمهتمين أصحاب الرؤية البعيدة، بل إنه يضع خطوات محددة باتجاه حلّها. وتتمثل أول خطوة بوعي البشرية لخطورة الموضوع، والخطوة الثانية تكمن في التزامها "بالقوانين والسنن التي سنّها الله في الكون والتي أوصلها إلينا عبر تعاليم الدين الإسلامي.."، و"الوقوف وقفة حازمة وقوية أمام المشاريع والفعاليات التي تنتج التلوث" كخطوة ثالثة، و"مكافحة جذور التلوث سواء كان مصدره دولة أو مصنعا أو شركة أو فردا".