شرح القرآن الكريم المناظرة وجعل لها حدود وضوابط وأكد على ضرورتها وأهميتها، وذلك في كثير من آيات الذكر الحكيم، وهذا ما يصور لقارئ القرآن الكريم احتلال المناظرة جانباً في حياة سائر الأديان، إذ ما من رسول أو نبي إلا وقد ناظر قومه وحاججهم وجادلهم في إثبات صحة ما يدعوهم إليه.ومما يزيد الأمر وضوحاً هو أن الله تعالى قد أمر رسوله الكريم...
قراءة الكل
شرح القرآن الكريم المناظرة وجعل لها حدود وضوابط وأكد على ضرورتها وأهميتها، وذلك في كثير من آيات الذكر الحكيم، وهذا ما يصور لقارئ القرآن الكريم احتلال المناظرة جانباً في حياة سائر الأديان، إذ ما من رسول أو نبي إلا وقد ناظر قومه وحاججهم وجادلهم في إثبات صحة ما يدعوهم إليه.ومما يزيد الأمر وضوحاً هو أن الله تعالى قد أمر رسوله الكريم بمجادلة المشركين ودعوتهم إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أمره بمجادلة أهل الكتاب عن طريق الحكمة والموعظة لما في ذلك من إلانة قلوبهم وانصايعهم إلى الحق، لأن الفظة ف ي المناظرة والجدل لا تزيد الطرف الآخر إلا نفوراً، وعناداً وتعصباً وتمسكاً بالباطل, وهذا ما يكشف عن أسلوب المناظرة النبوية، فهو الأسلوب الأمثل الذي يجب مراعاته بين المتناظرين.هذا هو موقف القرآن الكريم من مناظرة المشروعة بشكل موجز، أو موقف السنة المطهرة من المناظرة، فهو لا يختلف عن حكم القرآن فكلاهما صنوان لمشروع واحد، كما أن المتتبع لسيرة الأئمة عليهم السلام يجد أمثلة كثيرة جداً من مناظراتهم واحتجاجاتهم مع خصومهم، كما وردت عنهم أخبار كثيرة بشأن مجادلة الخصوم، وكانوا عليهم السلام، يأمرون بعض أصحابهم بذلك ممن يتوسمون فيه القدرة على مقارنة الحجة بالحجة، كما هو المشهور في موقف الإمام الصادق عليه السلام من هشام بن الحكم وثلة من أصحابه الذين كانوا بالمرصاد في تصديهم للزنادقة والمخالفين في المسائل الاعتقادية.ولما كان للمناظرات والمجادلات كل هذه الأهمية والمكانة فقد رأي "محسن عقيل" أن يذكر في كتابه هذا كل المجادلات والمناظرات والاحتجاجات التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار، وبين المخالفين والمعاندين من أرباب العقائد الزائفة من الدين الإسلامي في الفروع والأصول مع أهل الخلاف وذوي العقول، وقد جادلوا فيها بالحق من الكلام وبلغوا عناية كل مرام، فناظروا (ع) المخالفين في محاولات شتى، وأناروا لطلبة الحق والحقيقة طريق الهدى، كما قطعوا الطريق على أهل الحجاج بما قدموه من أدلة تدحض آراء المخالفين وتوضح حقيقة الدين والعقيدة.