إن الذنب قذارة معنوية تلوّث الروح وتملأ صدر الإنسان قيحاً وتستحيل الذنوب إلى أدران تحدب القلب عن تلقي النور، النور القادم من الله عز وجلّ مصدر النور. وإلى هنا فإن الذنوب تمزّق الأستار التي تحفظ الإنسان من السقوط في هاوية الجحيم وتبعده عن الجنان، وهي التي تمزق الستر الذي يستر الإنسان من الفضائح يوم تنكشف الأسرار والآثام كما أن ال...
قراءة الكل
إن الذنب قذارة معنوية تلوّث الروح وتملأ صدر الإنسان قيحاً وتستحيل الذنوب إلى أدران تحدب القلب عن تلقي النور، النور القادم من الله عز وجلّ مصدر النور. وإلى هنا فإن الذنوب تمزّق الأستار التي تحفظ الإنسان من السقوط في هاوية الجحيم وتبعده عن الجنان، وهي التي تمزق الستر الذي يستر الإنسان من الفضائح يوم تنكشف الأسرار والآثام كما أن الذهوب هي التي تحرم الإنسان من لذائذ العبودية لله عز وجل حيث تكمن فيها الحرية الحقيقية. وهي التي تبعد الإنسان عن فيوض الرحمة والمغفرة، وهي قسمان: صغائر وكبائر. وعلى الإنسان أن يجتنب الكبائر من الذنوب لأنها ذنوب غاية في الخطورة وتهدد حياة الإنسان ومصيره. هذا وإن ارتكاب الذنوب له من النتائج والآار الخطيرة، ما يهدد مستقبل الإنسان وحياته في الدنيا والآخرة. فالذنوب تمحق الأعمال الصالحة. والذنوب نار مجنونة تحرق الأعمال الصالحة الخضراء وتحيلها إلى رماد وتذروه الرياح. كما أنها تحجب استجابة الدعاء، وتحرم المرء من شفاعة الشافعين يوم القيامة، وهي تدمر الإيمان وتجعل الإنسان ضعيفاً خائراً وعبداً ذليلاً للشيطان، وهي تدمر المجتمع، إذ أنها تفتك بالأسرة، وتدمر الثقة المتبادلة بين أفراد المجتمع. وهذا ما يجعل من الحياة الاجتماعية جحيماً لا يطاق. والذنوب تميت القلب وتصعب عملية انتقال الإنسان إلى العالم الآخر عذاباً وألماً رهيباً وتكون رحلته في البرزخ كابوساً رهيباً. إن الإنسان الصالح التقيّ الذي يذكر الله ويخشى الحساب يوم المعاد وينفر من المعاصي في السرّ والعلن هو الإنسان الحيّ، والإنسان العاصي المستغرق في المعاصي؛ لأنه غافل عن يوم القيامة وعن عواقب ذنوبه يوم الحساب. وفي هذا الكتاب موعظة وتذكرة تجنب الإنسان عواقب الذنوب من خلال بيان الذنوب والأعمال التي تبعده عن دخول الجنة.