شاع بين الكثير من شيوخ وعلماء الإسلام أن الجنين ينفخ في روحه بعد مائة وعشرين يوماً استناداً إلى ظاهر الحديث الذي رواه الشيخين عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، قَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَ...
قراءة الكل
شاع بين الكثير من شيوخ وعلماء الإسلام أن الجنين ينفخ في روحه بعد مائة وعشرين يوماً استناداً إلى ظاهر الحديث الذي رواه الشيخين عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، قَالَ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ"[1]. وقد فهموا من هذا الحديث أن الجنين يكون نطفة في أربعين يوما ويكون علقة في أربعين يوما ويكون مضغة في أربعين يوما فيكون المجموع مائة وعشرين يوما، وهذا الفهم يخالف ظاهر القرآن ويخالف أحاديث أخرى ويخالف الحس والمشاهدة ويخالف علم الأجنة أضف إلى ذلك أن الحديث لم ينص أن تلك الأطوار الثلاثة تحدث في مائة وعشرين يوما فكان لابد من إيضاح الفهم الصحيح الموافق لظاهر القرآن وجميع الأحاديث النبوية الثابتة ويوافق الحس والمشاهدة وعلم الأجنة في هذا البحث المختصر.