لا تتحرك عجلات العلوم الإسلاميّة في مسيرة التطور والرقيّ إلا بإعتمادها على الموروث العلمي، وإستنادها إلى القواعد العلميّة الرصينة، وتطلعها إلى الآفاق التي لم تسبر بعد...وفي هذا السياق، وبعد مضيّ زمن طويل من الإهمال لعلم الأخلاق تأخر هذا الحقل العلميّ عن مواكبة ركب سائر العلوم الإسلامية... والخطوة الأولى في رفد الحركة العلميّة في...
قراءة الكل
لا تتحرك عجلات العلوم الإسلاميّة في مسيرة التطور والرقيّ إلا بإعتمادها على الموروث العلمي، وإستنادها إلى القواعد العلميّة الرصينة، وتطلعها إلى الآفاق التي لم تسبر بعد...وفي هذا السياق، وبعد مضيّ زمن طويل من الإهمال لعلم الأخلاق تأخر هذا الحقل العلميّ عن مواكبة ركب سائر العلوم الإسلامية... والخطوة الأولى في رفد الحركة العلميّة في هذا الحقل هي التعريف بالكتب والمصادر العلمية، الأمر الذي يعين الباحثين على سرعة الوصول إلى المصادر المنشودة، ويطلعهم على تاريخ وسعة دائرة النتاجات العلمية وآراء العلماء في ذلك الحقل المعرفي؛ واليوم، ونحن نجد أنفسنا على أعتاب نهضةٍ علميةٍ على الصعيد الأخلاقي، حريّ بنا التواصل مع علم الأخلاق في تراثنا الإسلامي في محاولة لإعادة النظر فيه بهدف إعادة بنائه من جديد.إن كتاب "المدارس الأخلاقية في الفكر الإسلامي" الذي يعدّ كتاباً توصيفياً - تحليلياً، بل وإنتقادياً إلى حدّ ما، يأتي في هذا الغطار الرامي إلى تحقيق هذا الهدف، وقد حاز هذا الكتاب جائزة "أفضل الكتب" في مهرجان "الدين والعقل"، وكان محط إهتمام عدد كبير من العلماء والباحثين في المراكز العلمية المختلفة، هو حصيلة لجهود ثلةٍ من الباحثين في مجال علم الأخلاق الإسلاميّ، ولم يكتفِ معدّو الكتاب بالوصف والعرض بل عمدوا إلى التحليل وإكتشاف المنهج والمدرسة التي ينتمي إليها المصنّف المدروس في الحالات التي لا تظهر معالم المدرسة الفكرية واضحة.
