ي العاشر من تشرين الثاني نوفمبر 1975 اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3379 الذي يقضي "بأن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري" ولم يكن رد فعل الصهيونيين وأنصارهم على هذا القرار محاولة تخطئة الوقائع والأسس التي استند إليها القرار كما يفترض بل كان شن حملة أريد بها النيل من الأمم المتحدة والطعن في البوا...
قراءة الكل
ي العاشر من تشرين الثاني نوفمبر 1975 اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3379 الذي يقضي "بأن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري" ولم يكن رد فعل الصهيونيين وأنصارهم على هذا القرار محاولة تخطئة الوقائع والأسس التي استند إليها القرار كما يفترض بل كان شن حملة أريد بها النيل من الأمم المتحدة والطعن في البواعث التي حملت 72 دولة من الدول الأعضاء على الاقتراع إلى جانب القرار.ولكي تتاح الفرصة لدراسة الصهيونية دراسة دقيقة في ضوء التمييز العنصري بالشكل الذي أجمع أعضاء الأمم المتحدة على تحديده منذ عام 1965، قررت نقابة المحامين في الجماهيرية العربية الليبية إقامة ندوة دولية لدراسة الصهيونية والعنصرية، دعت للاشتراك فيها عدداً من الشخصيات البارزة في أقطار مختلفة من العالم. وعقدت هذه الندوة الدولية بشأن الصهيونية والعنصرية في طرابلس (الجماهيرية الليبية) خلال الفترة الواقعة بين الرابع والعشرين والثامن والعشرين من تموز يوليو 1976 بحضور 500 مدعو ينتمون إلى أقطار مختلفة، ولقد لوحظ أن أكثرية المشتركين قد جاءوا من أقطار لم تقترع إلا لجان بالقرار وذلك للإعراب عن التأييد الشعبي العام الذي يتمتع بع القرار.فضلاً عن التأييد الرسمي كما لوحظ أنه كان في عداد الحضور مندوبون من أتباع الدين اليهودي نفسه تعرض بعضهم لتعنيف علني ورسمي بسبب مواقفهم المناوئة للعنصرية. وما يثير الرثاء من غير شك لمواقف الإعلام الغربي ووسائله المتحيزة أنها تجاهلت الندوة تجاهلاً يكاد يكون تاماً على الرغم من أهمية الموضوع والطابع الدولي الذي ترتديه.وامتازت ندوة طرابلس بنشاط بالغ، فبعد تقديم الدراسات وإلقائها طرحت سلسلة من الأسئلة والمشكلات والقضايا والاقتراحات التي قدمها المندوبون مما أسفر عن معلومات واسعة قيمة وحوار موضوعي بناء. ومن بين الاقتراحات التي تكرر تقديمها والتأكيد عليها، اقتراح ببذل مزيد من الجهود الرامية إلى القضاء على جميع أشكال العنصرية، وخاصة منها الصهيونية والتميز العنصري، وهما وجهان لعملة واحدة. وقررت الندوة في جلستها الختامية إقامة ما أسمته الندوة "المنظمة الدولية لإزالة جميع أشكال التمييز العنصري". ولقد أنشئت هذه المنظمة بالفعل واتخذت من طرابلس مقراً لها.ولقد ألقيت في الندوة أو قدمت إليها دراسات أعدها محاضرون ينتمون إلى 19 قطراً مختلفاً. وفي هذا الكتاب مختارات من هذه الدراسات لها تكون ذات فائدة لأولئك الذين ندبوا أنفسهم لمكافحة العنصرية كما وفيه فضلاً عن ذلك ملحقاً يحتوي على نص "التصريح" الذي صورته الندوة والقرار الذي شكلت بموجبه المنظمة الدولية.