يستهدف هذا الكتاب استعراض جانب من الصعوبات التي يواجهها التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط. ويركز على تلك الصعوبات المتعلقة بالهوية والثقافة. محور النقاش هنا هو العلاقة الإشكالية بين الدين والديمقراطية والإمكانات المتوفرة لاستنباط حلول تسمح بتطوير نظام سياسي يجمع بين قيم الدين الحنيف وفضائل الديمقراطية. عدا عن الأهمية النظرية لمث...
قراءة الكل
يستهدف هذا الكتاب استعراض جانب من الصعوبات التي يواجهها التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط. ويركز على تلك الصعوبات المتعلقة بالهوية والثقافة. محور النقاش هنا هو العلاقة الإشكالية بين الدين والديمقراطية والإمكانات المتوفرة لاستنباط حلول تسمح بتطوير نظام سياسي يجمع بين قيم الدين الحنيف وفضائل الديمقراطية. عدا عن الأهمية النظرية لمثل هذه البحوث، فان أهميتها العملية كبيرة هي الأخرى. يعتقد الكاتب أن التخلف المزمن في العالم الإسلامي هو في المقام الأول نتيجة لتحجر النظام السياسي، الذي من تجسيداته انعدام الإجماع الوطني وتنافر الدولة والمجتمع، وضمور الإرادة العامة، وانعدام الحريات الفردية، وتعطيل المشاركة السياسية، وبالتالي عجز المجتمع عن توليد حلول لمشكلاته. يمكن للديمقراطية أن تعالج هذا المعضل التاريخي من خلال إعادة توليد الطاقة الشعبية الخلاقة وتوجيهها في المسار الصحيح الذي يقود إلى التقدم الحضاري وحل المشكلات المزمنة. مشاركة الشعب في ابتكار الحلول يتوقف على وجود نظام سياسي - اجتماعي يوفي الفرص والإطارات الضرورية كي يعبر الشعب عن ذاته وتطلعاته وإمكاناته. هذا النظام هو بالضرورة نظام ديمقراطي.