ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻋﻘﺪ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﻗﺪ ﺣﻤﻞ إﻟﻴﻨﺎ أﺧﺒﺎرا ﺳﻴﺌﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺷﻬﺪ أﻳﻀﺎ زﻳﺎدة ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ المتعلقة ﺑﻌﻮاﻃﻒ اﻹﻧﺴﺎن. وربما تمثلت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷﻛﺜﺮ إﺛﺎرة ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺑﺤﺎث ﻓﻲ ﺗـﻠـﻚ اﻟﻠﻤﺤﺎت المصورة ﻟﻠﻤﺦ وﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ واﻟﺘﻲ أﺻﺒﺢ إنجازها ممكنا ﺑﻔﻀﻞ وﺳﺎﺋﻞ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺒﺘﻜﺮة ﺣﺪﻳﺜﺎ, ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت الجديد ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ المخ وبفضل ...
قراءة الكل
ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻋﻘﺪ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎت ﻗﺪ ﺣﻤﻞ إﻟﻴﻨﺎ أﺧﺒﺎرا ﺳﻴﺌﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺷﻬﺪ أﻳﻀﺎ زﻳﺎدة ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ اﻷﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ المتعلقة ﺑﻌﻮاﻃﻒ اﻹﻧﺴﺎن. وربما تمثلت اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷﻛﺜﺮ إﺛﺎرة ﻟﺘﻠﻚ اﻷﺑﺤﺎث ﻓﻲ ﺗـﻠـﻚ اﻟﻠﻤﺤﺎت المصورة ﻟﻠﻤﺦ وﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ واﻟﺘﻲ أﺻﺒﺢ إنجازها ممكنا ﺑﻔﻀﻞ وﺳﺎﺋﻞ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺒﺘﻜﺮة ﺣﺪﻳﺜﺎ, ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت الجديد ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ المخ وبفضل ﻫﺬه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت المتقدمة أﺻﺒﺢ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ أن ﻧﺮى رؤﻳﺔ العين ما ﻛﺎن داﺋﻤﺎ ﻣﺼﺪر ﻏﻤﻮض ﺷﺪﻳﺪ, أي ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻤﻞ ﻫﺬه المجموعة المعقدة من الخلايا ﻓﻲ اﻷﺛﻨﺎء اﻟﺘﻲ ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ أو ﻧﺸﻌﺮ, أو ﻧﺘﺨﻴﻞ, أو ﻧﺤﻠﻢ. ﻫﺬا اﻟﻔﻴﺾ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﺑﻮﺿﻮح أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ ﻛﻴﻒ تحركنا ﻣﺮاﻛﺰ "المخ" الخاصة بالعاطفة ﻓﻨﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ, أو ﻧﺒﻜﻲ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮع, وﻛﻴﻒ ﺗﻮﺟﻪ أﺟﺰاء المخ الأقدم واﻟـﺘـﻲ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ إﻟﻰ أن ﻧﺨﻮض ﺣﺮﺑﺎ أو إﻟﻰ ممارسة مشاعر الحب إﻟﻰ اﻷﻓﻀﻞ أو إﻟﻰ اﻷﺳﻮأ. ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻮح ﻏﻴﺮ المسبوق ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺸﺎط اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﺗﻬﺎ وﺿﻌﻔﻬﺎ, ﻳﻀﻊ ﻓﻲ ﺑﺆرة اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ أﻟﻮاﻧﺎ ﺣﺪﻳﺜـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻼج ﻷزﻣﺘﻨﺎ اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ الجماعية.وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﻠﻲ أن أﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ وﻗﺘﻨﺎ اﻟﺮاﻫﻦ ﺣﻴﺚ اﻛﺘﻤﻞ الحصاد العلمي بما ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﻘﺪيم ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺠﻲء ﻇﻬﻮر ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﺄﻣﻼت اﻟﻮاردة ﻓﻴﻪ ﻣﺘﺄﺧﺮا ﺟدا ﻷن ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺸﻌﻮر ﻗﺪ ﻟﻘﻲ إﻫﻤﺎﻻ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ الباحثين ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺳﻨﻮات ﻃﻮال, وﺗﺮﻛﺖ اﻟﻌﻮاﻃﻒ أرﺿﺎ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ اﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ. وﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬا الخواء اﻟﻌﻠﻤﻲ, اﻧﺘﺸﺮت ﻛـﺘـﺐ ﻫـﺪﻓـﻬـﺎ ـــﻋﻠﻰ أﺣﺴﻦ اﻟﻔﺮوض ــ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻵراء اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ, وﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ اﻻﻓﺘﻘﺎر إﻟﻰ اﻷﺳﺲ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. على أن اﻟـﻌـﻠـﻢ أﺻـﺒـﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ أﺧﻴﺮا أن ﻳﺘﻨﺎول ﺑﺜﻘﺔ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺌﻠﺔ الملحة المحيرة المتعلقة ﺑـﺎﻟـﻨـﻔـﺲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﺻﻮرﻫﺎ العقلانية, وأن ﻳﺮﺳﻢ ﺑﻘﺪر ﻣﻦ اﻟﻴقين ﺧـﺮﻳـﻄـﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ. واﻟﻮاﻗﻊ أن رﺳﻢ ﻫﺬه الخريطة ﻋـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ اﻟـﻌـﻠـﻢ ﻳـﻄـﺮح تحديا ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻳﺪون ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟـﻠـﺬﻛـﺎء, واﻟـﻘـﺎﺋـﻠـﺔ إن حاصلة الذكاء IQ ﻫﻮ ﻣﻦ المعطيات اﻟﻮراﺛﻴـﺔ اﻟـﺜـﺎﺑـﺘـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻻ ﺗـﺘـﻐـﻴـﺮ ﻣـﻊ الخبرات الحياتية وأن ﻗﺪرﻧﺎ ﻓﻲ الحياة ﻣﺮﻫﻮن إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻬﺬه الملكات اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ. وﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﺮأي اﻟﺴﺆال اﻷﻛﺜﺮ تحديا والمتمثل ﻓﻲ: ﻣﺎ اﻟـﺬي يمكن أن نغيره حتى نساعد أطفالنا على تحقيق النجاح في الحياة؟ وﻣـﺎ العوامل التي تجعل من يتمتع بمعامل ذكاء مرتفع على سبيل المثال, يتعثر في الحياة. بينما يحقق آخرون من ذوي الذكاء المتواضع نجاحا مدهشا ؟إﻧﻨـﻲ أذﻫـﺐ ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟﺼـﺪد إﻟـﻰ أن ﻫـﺬا اﻻﺧﺘـﻼف ﻳﻜﻤـﻦ في حالات كثيرة في تلك القدرات التي نسميها هنا "الذكاء العاطفي".