الاستماع هو أول الفنون اللغوية اكتساباً في حياة الإنسان, ذلك أن الطفل يستمع ويفهم قبل أن يتحدث, وهو كذلك أبرز الفنون اللغوية في التوجيه, وأداة المعلم وغيره في تنمية الاتجاهات الإيجابية لدى التلاميذ.علاوة على أن في الاستماع من الفوائد الجلية التي تزيد من خبرة المستمع ومن ثقافته, كما أنه الفن الذي يعصم المستمع من الوقوع في العثرات...
الاستماع هو أول الفنون اللغوية اكتساباً في حياة الإنسان, ذلك أن الطفل يستمع ويفهم قبل أن يتحدث, وهو كذلك أبرز الفنون اللغوية في التوجيه, وأداة المعلم وغيره في تنمية الاتجاهات الإيجابية لدى التلاميذ.علاوة على أن في الاستماع من الفوائد الجلية التي تزيد من خبرة المستمع ومن ثقافته, كما أنه الفن الذي يعصم المستمع من الوقوع في العثرات والزلل, لذا قال صالح المري كن إلى الاستماع أسرع منك إلى القول, ومن خطأ الكلام أشد حذراً من خطأ السكوت.كما عدَّ العلماء الاستماع البوابة الرئيسة للعلم والتعلم, ولذا قيل إن أول العالم الصمت, والثاني الاستماع, والثالث الحفظ, والرابع العمل به, والخامس نشره.ولفن الاستماع دورٌ كبيرٌ في الحياة اليومية للإنسان بصفة عامة؛ لأنه الفن الذي يمارس بشكل تلقائي في حياتنا, حيث لعبت الكلمة المنطوقة دوراً اجتماعياً وحضارياً في حياة الإنسان قبل اختراع الكتابة, فقد كانت عملية الاستماع من السلف, ونقل المسموع إلى الخلف الأداة الرئيسة للبشرية في نقل التراث الحضاري والثقافي قبل أن تبتكر الكتابة, وقبل الوصول إلى الوسائل التكنولوجية في التدوين والتسجيل, بالإضافة إلى أن للاستماع دوره في تنمية الملكة اللسانية واللغوية لدى التلاميذ لذا قال ابن خلدون بأن السمع أبو الملكات؛ حيث إنه ينمي لدى المستمع الإحساس اللغوي, الذي يجعله يشعر بالنغم الموسيقي للغة, والجرس الإيقاعي لها, كما أنه يعين المستمع على تذوق جماليات اللغة, والدقة والسلامة في أدائها.وتضمن هذا الكتاب ستة فصول هي: تناول الفصل الأول الاتصال اللغوي ماهيته وأركانه؛ انطلاقاً من أن الاتصال هو البوابة الكبرى لعملية الاستماع, فلا استماع دون اتصال لغوي, ولا اتصال لغوي دون استماع, وقد تضمن هذا الفصل تعريفاً بتاريخ الاتصال بصفة عامة ومراحله, ثم عرض المؤلف لمفهوم الاتصال اللغوي, وتحديداً لخصائص الاتصال اللغوي, ثم خطوات عملية الاتصال ومجالات الاتصال اللغوي, والنظريات المفسرة لعملية الاتصال, ثم نماذج الاتصال, ومعوقات الاتصال, وأخيراً مهارات الاتصال اللغوي.أما عن الفصل الثاني فقد تناول طبيعة الاستماع, حيث تم تعريف الاستماع النشط, وتحديد خصائصه, وأهمية الاستماع النشط, ونماذجه المفسرة له, وعمليات الاستماع النشط, ومتطلباته, وسمات المستمع النشط, وأهداف تعليم الاستماع, ومعوقات الاستماع, وعادات الاستماع النشط الإيجابية والسلبية, ثم وسائل التغلب على العادات السلبية, وأخيراً تضمن الفصل تحليلاً لبعض مشكلات الاستماع.ودار الفصل الثالث حول مراحل الاستماع النشط وأنواعه, وتضمن الفصل مراحل الاستماع وهي: مرحلة ما قبل الاستماع أو هي تلك المرحلة التي يسميها البعض مرحلة التقديم, وتحديد الأنشطة والإستراتيجيات التي يمكن ممارستها في هذه المرحلة, ثم مرحلة الاستماع, وهي تلك المرحلة التي يطلق عليها مرحلة التنفيذ أو الاستماع, وتحديد الأنشطة المتضمنة في هذه المرحلة, وأخيراً ما بعد الاستماع وتحديد الأنشطة التي يمكن ممارستها بعد الانتهاء من مهمة الاستماع, ثم تناول الفصل أنواع الاستماع, ودور المعلم في تنمية مهارات الاستماع, كما عرض الفصل لمراحل النمو اللغوي الشفوي لدى الأطفال, وإجراءات تنمية كفاءات المستمع, وأخيراً تم تحديد دور المتحدث في تنمية مهارات الاستماع.وتناول الفصل الرابع المستويات المعيارية للاستماع, وهذا الفصل تضمن تحديداً لماهية المستويات المعيارية, وتحديداً لخصائصها, وأهمية تحديد مثل هذه المستويات المعيارية, وأنواعها, وثم أورد المؤلف مجموعة كبيرة من المستويات المعيارية للاستماع الأجنبية منها والعربية, وأخيراً عرض لتصور مقترح للمستويات المعيارية.ودار الفصل الخامس حول مهارات الاستماع, واشتمل هذا الفصل على تحديد المقصود بالقدرة اللغوية, وجوانب القدرة اللغوية, وتحديد المقصود بالمهارة اللغوية, ثم فصل المؤلف لمهارات الاستماع ومن هذه المهارات: مهارات التمييز السمعي, ومهارات التصنيف, ومهارات فهم المسموع, ومهارات الاستماع الناقد, وأخيراً مهارات الاستماع التذوقي, وأخيراً تناول الفصل عرضاً لآداب الاستماع.أما الفصل السادس والأخير فقد تناول كيفية تقويم مهارات الاستماع مع ذكر بعض النماذج الإجرائية لذلك, حيث تناول الفصل مفهوم التقويم بصفة عامة, ووظائفه, كما تضمن الفصل تعريفاً بالاختبارات اللغوية, وأنواعها, ونماذج تطبيقية عملية لمهارات التمييز السمعي, ومهارات فهم المسموع, ومهارات الاستماع الناقد والتذوقي, وأخيراً تناول الفصل عرضاً لقوائم تقدير الاستماع من حيث مفهومها, وكيفية تصميمها وبنائها, ومستويات التقدير فيها, ونماذج إجرائية لقوائم تقدير الاستماع.