على الرغم من صدور عدة ترجمات لهذه الرواية، فإن القرّاء دأبوا على السؤال عن ترجمة الدكتور سامي الدروبي الذي عرفوه في ترجماته المميّزة لأعمال دوستويفسكي. وها هي دار التنوير تعيد نشر هذه الترجمة لهذا الكتاب العظيم الذي يقول عنه مؤلفه نفسه إنه: "ليس رواية، ولا هو قصيدة، ولا هو سجلّ لوقائع تاريخية. إنه ما أراد المؤلف، وما استطاع، أن ...
قراءة الكل
على الرغم من صدور عدة ترجمات لهذه الرواية، فإن القرّاء دأبوا على السؤال عن ترجمة الدكتور سامي الدروبي الذي عرفوه في ترجماته المميّزة لأعمال دوستويفسكي. وها هي دار التنوير تعيد نشر هذه الترجمة لهذا الكتاب العظيم الذي يقول عنه مؤلفه نفسه إنه: "ليس رواية، ولا هو قصيدة، ولا هو سجلّ لوقائع تاريخية. إنه ما أراد المؤلف، وما استطاع، أن يعبّر عنه في هذا الشكل الذي عبّر عنه".يصعب اختصار، أو تلخيص، هذه الرواية التي لم تكفّ عن إثارة إعجاب ملايين القراء، وتعتبر من أكثر الروايات قراءة على مرّ العصور، فكل قارئ سيصل فيها إلى نتائج تخصّه من بين ما أراده المؤلف من كتابتها وتحدّث عنه هو نفسه في المقدّمة.بالفعل إن هذا الكتاب يتجاوز التصنيف في فئة من فئات التأليف الأدبي. فهو إضافة إلى قيمته الأدبية، وقيمته التاريخية، يقدّم رؤى حول مسائل كبرى: حول تعارض حب الحياة مع مأساة الحروب، والدور الذي يمكن أن يلعبه الأشخاص في مجرى التاريخ، ودور الشعب بكل فئاته... فعبر هذا الكتاب نرى المسار الإنساني من جهتين: جهة الفرد وجهة الجماعة، ونتأمل في المصير الإنساني على طريق الحياة والموت.إنها رواية تنفذ إلى روح المجتمع الروسي، معبَّراً عنها في أحداث ووقائع وشخصيات يرسم تولستوي لكل منها دوراً يعبّر من خلاله عن نفاذ بصيرته في رؤية النفس الإنسانية عمومًا. للأسف، لم يستطع الدكتور سامي الدروبي أن يكمل ترجمة هذا الكتاب. وقد ترجم لنا جزأين من هذا الكتاب الضخم، وأكمل عمله الدكتور صباح الجهيم....."لقد كانت الحرب والسلام المتن الذي ضمن فيه تولستوي رؤاه الفلسفية والفكرية حول جملة من المسائل والقضايا الشائكة، وهو ما جعل هذا المتن يبدو أكبر من مجرد سرد روائي أو مؤلَّف تاريخي أو حتى عمل فلسفي" "ولعل التعبير الأدق الذي يصف رواية "الحرب والسلام" هو ما أطلقه د. الطيب بوعزة في كتابه "ماهية الرواية" حيث يصفها بأنها "تاريخ لحظة وشعب"، تاريخ قدمه تولستوي "وقد بعث فيه دفق الحياة، فنراه يمشي على قدمين ويتحرك في سياق صيرورته آخذًا معه جموعًا بشرية يحرص تولستوي على استبطان داخلها النفسي، فجعلنا نحس بها ومعها، ونتوقع أحيانًا ردود أفعالها وأسلوب تفكيرها". إن هذا البناء النفسي للشخوص هو ما يجعل من الحرب والسلام عملًا روائيًّا رغم ما فيه من أحداث تاريخية يفترض أنها قد وقعت بالفعل." موقع ميدان