نبذة النيل والفرات:يتزايد الإهتمام في الوقت الحاضر بما يعرف بالصحة النفسية، مما دفع منظمة الصحة العالمية على التركيز على إعداد مرجعية تدريبية وتثقيفية لتلبية إحتياجات الصحة النفسية. وفي هذا الكتاب يحاول الطبيب النفسي الدكتور لطفي الشربيني توضيح دور المعالم الرئيسية للمشكلات النفسية، وإضفاء السمات العلمية عليها، ونزعها من بيئة ال...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يتزايد الإهتمام في الوقت الحاضر بما يعرف بالصحة النفسية، مما دفع منظمة الصحة العالمية على التركيز على إعداد مرجعية تدريبية وتثقيفية لتلبية إحتياجات الصحة النفسية. وفي هذا الكتاب يحاول الطبيب النفسي الدكتور لطفي الشربيني توضيح دور المعالم الرئيسية للمشكلات النفسية، وإضفاء السمات العلمية عليها، ونزعها من بيئة الخرافات والمعتقدات الباطلة، وتصحيح المفاهيم حولها، فبدأ بجولة في مختلف الميادين التي يهم الناس الإطلاع عليها، موضحاً علاقتها بالقلق، سبباً أو نتيجة بحيث يرشدنا إلى كيفية التعامل معه، متكأً في ذلك على البيانات العلمية، فضلاً عن الإيمان والقيم الدينية المتكاملة التي تفخر بلادنا العربية بأنها مهداً لها. إن الدافع وراء تخصيص د. الشرابيني لموضوع القلق كتاب هو ما هالة من تأثير القلق على سلوكيات الناس وأسلوبهم في تناول أمور الحياة المعتادة وردود أفعالهم في مواقف الحياة المختلفة. لذلك يأتي هذا الكتاب للإضاءة على هذا الموضوع بهدف المساعدة والإرشاد حتى يتمكن الناس من التخلص من متاعبهم، فضلاً عن صياغته بأسلوب يتوخى الحقائق العلمية بأسلوب مبسط وبعيد عن التعقيد مع الحرص على تجنب المصطلحات العلمية. يقسم الكاتب دراسته عن القلق إلى عدة عناوين بارزة يحمل كل عنوان عدداً من الشروحات الهامة التي تحيط بالموضوع من كافة جوانبه ويبدأها بعصر القلق، أسباب القلق، ماذا يفعل بنا القلق، إضطرابات القلق في الطب النفسي، القلق، ومواقف الحياة، الوقاية والعلاج، القلق... المنظور النفسي والإسلامي، وأخيراً خاتمى يرى بها الكاتب أن الأيام المقبلة يمكن أن تشهد المزيد من المعاناة والقلق للأجيال القادمة، ويمكن من ناحية أخرى أن يشهد عودة الإستقرار والرفاهية والطمأنينية إلى حياة الناس من أفراد ومجتمعات، فتشرق الشمس حينئذ على عالم يتمتع بالسلام النفسي، ويتجه إلى تحقيق التقدم والإزدهار لكل أفراد البشرية. وفي هذا الكتاب الرائع الذي يبعث على الأمل نقتبس للقارئ قصة طريفة وردت في إحدى الأساطير الإغريقية القديمة فيها تفسير طريف للخلافات والمتاعب الزوجية، تقول الأسطورة بأن الإنسان في بدء الخليقة كان عبارة عن مخلوق واحد نصفه رجل ونصفه إمرأة، ولسبب ما فقد تعرض هذا المخلوق لغضب الآلهة التي رأت أن تعاقبه فقامت بشطره إلى نصفين حيث فصلت الرجل عن المرأة وتركت كل نصف يتحرك بمفرده في العالم، وعلى كل رجل أن يحاول البحث عن نصفه الآخر الذي إنفصل عنه، وهو الذي يتفق معه. لكن كيف له أن يجده بين من يتشابه معه في العالم الواسع؟ إنه سوف يختار أي نصف آخر من بين نساء العالم، لكنه غالباً لن يكون نصفه المفقود. وهنا لا يتوافقان فيبدأ عذابهما وهكذا تقول الأسطورة.