أدت إكتشافات التحليل النفسي إلى سيكولوجية جديدة للطفل، حيث علمتنا هذه الإكتشافات أن الطفل يشعر ليس فقط بالنزوات الجنسية بل بالقلق والإحباط وخيبات الأمل كذلك.وثمة سبب آخر للإهتمام الموجه نحو دراسة الطفل، يتلخص في فهم أنفسنا كراشدين، فأخذ الأساليب الهامة لفهم الذات او اكتشافها يكمن في دراسة لسيكولوجية الطفل. وهذا ما يؤكده عدد كبير...
قراءة الكل
أدت إكتشافات التحليل النفسي إلى سيكولوجية جديدة للطفل، حيث علمتنا هذه الإكتشافات أن الطفل يشعر ليس فقط بالنزوات الجنسية بل بالقلق والإحباط وخيبات الأمل كذلك.وثمة سبب آخر للإهتمام الموجه نحو دراسة الطفل، يتلخص في فهم أنفسنا كراشدين، فأخذ الأساليب الهامة لفهم الذات او اكتشافها يكمن في دراسة لسيكولوجية الطفل. وهذا ما يؤكده عدد كبير من علماء النفس وهو أنه لدراسة الطفولة أهمية كبيرة في حياة الراشد. فكم من حالة أمراض نفسية أو شذوذ، عند الكبار، لم يتم التعرف عليها والوقوف على أسبابها إلا بعد دراسة أحداث طفولتهم.فالطفل بسبب تبعيته تجاه محيطه المباشر وخاصة وسطه العائلي، يجد نفسه أمام ظروف خاصة، مختلفة عن ظروف البالغ. فالوالدان من خلال دورهما المزدوج كمربيين وأهل تجاه الطفل، يقيمان علاقة سلطة تجاه أية فاعلية وأية عاطفية للطفل. هذه السلطة تجتاف وتساهم في تكوين الأنا الأعلى.ومهما كان الدور الذي يلعبه الأهل في تكوين وتحديد الإضطراب النفسي عند البالغ، فإن هذا الدور يقوى عند الطفل من خلال الحضور الفعلي والتأثير الراهن الذي يمارسه الأهل في حياة الطفل اليومية.إن التحليل النفسي يواجه عوامل الوسط عن طريق التاريخ المعاش للفرد.ولأن الطفل في معظم الحالات، لا يستطيع أن يعلمنا عن تاريخه وأعراضه، كان من الضروري اللجوء إلى طرق معينة لمعرفة قلقه ومعاناته، رغباته وهواماته والوصول إلى اللاوعي.من هناك كان للإختبارات الإسقاطية الدور الهام كوسائل غير مباشرة في دراسة الشخصية والتي بواسطتها يمكن الكشف عن شخصية الفرد نتيجة ما تهيؤه من مادة مناسبة يسقط عليها الفرد حاجاته ومدركاته، ورغباته، ومشاعره وتفسيراته الخاصة دون ان يفطن إلى ما يقوم به من عملية.ويعتبر اختبار "تفهم الموضوع" - موضوع دراسة هذا الكتاب - في مقدمة الإختبارات الإسقاطية للشخصية. وهو يهدف إلى الكشف عن الدوافع والإنفعالات وأنواع الصراع لدى المفحوص، وبخاصة النزعات المكفوفة التي لا يرغب المفحوص في الكشف عنها أو النزعات المكبوتة التي لا يكون واعيا بها.