تاريخ الفكر العربي

أبرز سمة للفكر الخلاق هي الشمول وتردد صداه في أنحاء المعمورة تتشربه الشعوب، وتأخذ بمبادئه الأمم، وينفذ من نطاق الفردية إلى الجماهير العامة، حق ليكون المدماك الأول في صرح الحضارة العالمية... ومن أعم المبادئ الفكرية، وأرسخ القواعد العقلية، ما جادت به قرائح الإغريق، تلك القرائح التي عرفت أرقى مسلمات التفكير المثالي، وأرسخ قواعد النهج العملي المادي. ومقولات المنطق الأرسططالي... تلك المسلمات والقواعد والمقولات التي صبغت أكثر التراث الفكري العالمي بصبغتها بعد إضافة اللون المحلي عليها. وهذا الكتاب الفذ يبين موقف الأمة العربية من ذلك التراث العالمي التي لم تكتف بتمثل الفكر الإغريقي فحسب عن طريق النقل والترجمة، وإنما سارت قدماً في طريق الاستقلال الفكري معتمدة قواعد منطق أرسططاليس حيناً ومثالية أفلاطون أحياناً، درجاً في سبيل الابتكار، وكان للعرب معلموهم الذين غدوا أساتذة ا لعالم في القرون الوسطى... إن هذا الكتاب لهو أنصع وأصدق صفحة قدمها عالم متبحر موسوعي عن قصة الفكر العربي وتطوره خلال التاريخ، مرفقاً دراسته النظرية ببحوث عملية تدور حول بعض أفذاذ العرب، ونوازع الفكر العربي، ابتداء من بصير المعرة -أبي العلاء إلى أحمد شوقي أمير الشعراء.