إن التاريخ العربي الإسلامي هو محصل لتفاعلات متعددة ومتشابكة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، إلاَّ أن العامل الأهم في صنع هذا التاريخ، متجسد بدون تردد في دور العقيدة وتأثيرها الجذري في هذا المجتمع، فحركة الفتوح رغم خلفياتها الاقتصادية، إلا أن العقيدة كانت محورها الأساسي إذ تحولت الحركة في العصر الإسلامي الأول إلى قضية في وجدان الم...
قراءة الكل
إن التاريخ العربي الإسلامي هو محصل لتفاعلات متعددة ومتشابكة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، إلاَّ أن العامل الأهم في صنع هذا التاريخ، متجسد بدون تردد في دور العقيدة وتأثيرها الجذري في هذا المجتمع، فحركة الفتوح رغم خلفياتها الاقتصادية، إلا أن العقيدة كانت محورها الأساسي إذ تحولت الحركة في العصر الإسلامي الأول إلى قضية في وجدان المقاتل العربي، فاكتسبت مفهوماً خاصاً يرقى إلى استقطاب الإنسان، بما لديه من تراث وتاريخ في ظل مبدأ مشترك هو الإسلام. وكان تراجع تأثير العقيدة مع غياب الخلافة الراشدية قد أورث ذلك تيارات أورثت اضطراباً في المعادلة واختلالاً في التوازن بين جناحي مؤسسة الحكم، الديني والزمني، أو بين العقيدة والنظام، من هذا المنطلق يحاول الدكتور إبراهيم بيضون في هذا الكتاب من خلال تأريخه للتيارات الإسلامية في القرن الأول الهجري إلتماس الحقيقة التاريخية لهذه الحركات وذلك من خلال رؤية محايدة مبتعداً بها عن المنهج التقليدي دون أن يكون أسيراً في طروحاته لنظرية محددة أو حكم مسبق حيث حاول أن يعيش أجواء الحادثة التي يكتب عنها، بعيداً عن الانفعال أو التأثر بخلفية ما، سياسية كانت أم انتمائية.