تتسم الحياة المعاصرة بالتطور المتسارع في مختلف المجالات، وعلى وجه الخصوص في المعلوماتية وأنشطة البحث العلمي وإنتاج المعرفة. وأصبح للبيانات والمعلومات دور أكثر حيوية من ذي قبل حيث تتدفق المعلومات بصورة هائلة من مصادرها المختلفة، ويحتاج الإنسان معها الى اتخاذ القرارات وبناء المواقف تجاه العديد من القضايا مستخدما المعلومات التي يسم...
قراءة الكل
تتسم الحياة المعاصرة بالتطور المتسارع في مختلف المجالات، وعلى وجه الخصوص في المعلوماتية وأنشطة البحث العلمي وإنتاج المعرفة. وأصبح للبيانات والمعلومات دور أكثر حيوية من ذي قبل حيث تتدفق المعلومات بصورة هائلة من مصادرها المختلفة، ويحتاج الإنسان معها الى اتخاذ القرارات وبناء المواقف تجاه العديد من القضايا مستخدما المعلومات التي يسمعها، او يراها، او ينتجها، وأصبح التعبير عن المتغيرات بصورة كمية باستخدام الارقام وفق قواعد معينة لتسهيل فهمها ومقارنتها علماً يرتبط به تقدم العلوم المختلفة.ونظراً للتغيرات السريعة في المجالات التربوية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد سعى الافراد وسعت المؤسسات للاهتمام بامتلاك التقنيات والوسائل الضرورية في جمع ومعالجة البيانات لتسهيل فهمها واصدار الاحكام واتخاذ القرارات بناء عليها وذلك بدقة وبسرعة تتماشى مع متطلبات الحياة المعاصرة.والاحصاء احد فروع العلم الذي يهتم باستخدامه وتطبيق اكثر الطرق والوسائل فاعلية في جمع البيانات الخاصة بالظواهر التربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها، وترتيبها وتحليلها في محاولة للتوصل الى استنتاجات وعلاقات خاصة وتعميمات على صيغة عبارات مبنية على الاحتمالات حول خصائص المجتمع الاحصائي من خلال مجموعة جزئية منه، وحيث أن طلبة الدراسات العليا بحاجة ماسة الى دراسة مساق في الاحصائ يرتكز عليه في جميع البيانات وتحليلها وفي اجراء البحوث الميدانية فقد جاء مساق الاحصاء في البحث العلمي ليفي بهذه الحاجة. ويعتبر كتاب الاحصاء في البحث العلمي الكتاب الثاني في سلسلة الكتب التي تصدرها جامعة عمان العربية للدراسات العليا في مناهج البحث العلمي.جاء هذا الكتاب في اثني عشر فصلاً ، تناول الفصول الاربعة الأولى جمع البيانات وعرضها ومقاييس النزعة المركزية ومقاييس التشتت، علما بأن معظم الطلبة كانوا قد درسوا هذه الموضوعات في المراحل الدراسية السابقة.ولما كان التعميم من العينة الى المجتمع يعتمد بشكل اساسي على التوزيعات والاحتمالات لذا تناولنا في الفصل الخامس مفاهيم الاحتمال والحادث والتوزيعات الاحتمالية، وقوانين الاحتمال.وفي الفصل السادس تناولنا الارتباط ومعاملاته. معامل ارتباط بيرسون، وسبيرمان، وفاي، وبونيت بايسيريال. كما تناولنا في هذا الفصل ايضاً الانحدار والخطأ المعياري للتقدير او التنبؤ.والاحصاء الاستدلالي الذي يهتم باختبار الفرضيات بحاجة الى معرفة وفهم التوزيع الطبيعي والتقدير الاحصائي، وهما موضوعا الفصلين السابع والثامن في الكتاب.وتناولت الفصول الاربعة الاخيرة اختبار الفرضيات المستندة الىF, x2,t,z بكل التفاصيل التي يحتاجها الطالب ليستوعب هذا الموضوع بشكل متعمق.قدمنا عددا كافيا من الامثلة توضح القوانين والقواعد والاجراءات والحسابات الضرورية للتعامل مع موضوع الاحصاء واختتم كل فصل من فصول الكتاب بعدد كاف من التمارين والتدريبات.نأمل أن نكون قد وفقنا في اعداد هذا الكتاب، والذي سوف نحرص على تطويره وتحسينه باستمرار، والله الموفق
