تتحدث رواية "أبناء الحياة" عن المقاومة الوطنية اللبنانية في الفترة الممتدة من صيف 1982، تاريخ الإجتياح الإسرائيلي، حتى أواسط الثمانينات حيث تمكنت المقاومة من تحرير بيروت خلال أيام بعد إنطلاقتها في أيلول 1982، ثم طردت الإحتلال من جبل لبنان والبقاع الغربي وصيدا وصور الزهراني والنبطية ومئات القرى الجنوبية في العام 1985، لينحصر الوج...
قراءة الكل
تتحدث رواية "أبناء الحياة" عن المقاومة الوطنية اللبنانية في الفترة الممتدة من صيف 1982، تاريخ الإجتياح الإسرائيلي، حتى أواسط الثمانينات حيث تمكنت المقاومة من تحرير بيروت خلال أيام بعد إنطلاقتها في أيلول 1982، ثم طردت الإحتلال من جبل لبنان والبقاع الغربي وصيدا وصور الزهراني والنبطية ومئات القرى الجنوبية في العام 1985، لينحصر الوجود الإسرائيلي في الشريط الحدودي.الرواية إذاً رواية تاريخية تتناول أحداثاً حصلت، وتتحدث عن مقاومين حقيقيين استبسلوا في قتالهم ضد الإحتلال ووضعوه على فالق زلزال العمليات الإستشهادية والأجساد المتفجرة، لقد فرضوا عليه معادلة "اللحم مقابل الحديد"، والكلمة الفصل كانت للّحم الذي أذاب صفيح الدبابات في آتون نار الشهادة.ذهبّ في النار... هكذا كانت أجساد الإستشهاديين فارتقت أرواحهم شهباً من الأرض إلى السماء، فيما نزلت أشلاؤهم في التراب بذورَ قيامه وحياة للوطن.ورواية "أبناء الحياة" رواية سياسية بإمتياز، الرسالة السياسية الأولى التي توجّهها هي أن لا حرية للأفراد والجماعات والشعوب في ظل الإستعمار أو الإحتلال، يجد هذا وقعه الكامل في الظروف العربية الراهنة حيث تستدعي ثورات "الربيع العربي" الإستعمار (!!) لتكتشف بعد فوات الأوان أن لا حرية في ظل الإحتلالات الخارجية مهما تلبّست هذه بلبوس الحرية والديمقراطية.والرسالة السياسية الثانية هي ضرورة أن تكون المقاومة وطنية شاملة، فقد تتمكن الطوائف من تحرير الأرض، لكن لا يمكنها بناء الوطن وتحرير الإنسان، والأرض المحرَّرة من دون مواطن محرَّر هي كأرض طيبة تلقي فيها بذوراً فاسدة.وعليه، فإن "أبناء الحياة" رواية تاريخية أنطولوجية، أي أنها ليست تأريخاً للأحداث بقدر ما هي تاريخ للقيم حيث يجعلك المؤلف تعيش التاريخ كقيم سامية وكمثل عليا.رواية "أبناء الحياة" عرش شهادة، ملحمة بطولة وإلياذة حرية وحياة كل كلمة فيها تلبس كالمروج حلة ربيع الأرض وحصاد البيادر، وكالفينيق تلبس لحن النار لتتكلم لغة الشمس.