هذا الكتاب ليس بكتاب في الفلك، ولا في علم أرض، ولا في فيزياء، ولا في كيمياء، وما كان له أن يكون.. إنه كتاب إيمان. والموضوع الذي يبحث فيه هو الكون أجمع.. والمؤلف يبحث فيه مجملاً لا مفصلاً. وسوف يمس فيه فقط تلك الحقائق التي لا بد منها لتمام التصوير عند كاتب، وتمام التصور عند قارئ، تلك التي تجعل من الشيء رقعة بها من اكتمال ذلك القد...
قراءة الكل
هذا الكتاب ليس بكتاب في الفلك، ولا في علم أرض، ولا في فيزياء، ولا في كيمياء، وما كان له أن يكون.. إنه كتاب إيمان. والموضوع الذي يبحث فيه هو الكون أجمع.. والمؤلف يبحث فيه مجملاً لا مفصلاً. وسوف يمس فيه فقط تلك الحقائق التي لا بد منها لتمام التصوير عند كاتب، وتمام التصور عند قارئ، تلك التي تجعل من الشيء رقعة بها من اكتمال ذلك القدر الذي يأذن للعقل أن يجول فيها فيفهم. ويفهم ليؤدي به الفهم إلى غايتين، أو إدراكين. أما الإدراك الأول فإدراك ما في أشياء هذا الكون من تنظيم وتنسيق، وسوف يتخذ المؤلف من هذا دليلاً على أنه يوجد وراء هذه الأشياء، في مواضعها، عقل منظم منسق مدبر. أما الإدراك الثاني فإدراك هذا النظام، وهذا النسق، يجري على أسلوب واحد، مهما اختلفت المواضع من هذا الكون.وسوف يتخذ المؤلف هذا دليلاً على أن العقل المنظم المنسق المدبر، في هذا الكون، واحد. وبعد هذا فلكل قارئ أن يجري على هواه، فإن شاء قارئ أن يسمي هذا وحدة الوجوه سماه. وإن شاء قارئ أن يسمي هذا العقل الواحد "الله" سماه.. وإن هو ارتأى أن كل هذا ظاهر واحد باطنه "الله" فله ما ارتآه. وإفادة غير الموحدين به أكثر إن شاء الله.