"شدوك يأتينا حبيب الصدى محلقاً رغم انغلاق الرحاب، يا طائري السجين فاصدح لنا من خلف جدران الدجى والعذاب. غن فقضبان الحديد التي تسد في وجهك رحب القضاء لن تحجب الغناء عن سمعنا يا طائري. غنّ فدرب الرجال مازال يمتد مشع الضياء، رغم انطباق الليل من حولنا. أرجعنى شدوك يا طائري إلى زمان قد طواه الزمان، إذ أنت طلق الخطو الجناح، أيام كانت ...
قراءة الكل
"شدوك يأتينا حبيب الصدى محلقاً رغم انغلاق الرحاب، يا طائري السجين فاصدح لنا من خلف جدران الدجى والعذاب. غن فقضبان الحديد التي تسد في وجهك رحب القضاء لن تحجب الغناء عن سمعنا يا طائري. غنّ فدرب الرجال مازال يمتد مشع الضياء، رغم انطباق الليل من حولنا. أرجعنى شدوك يا طائري إلى زمان قد طواه الزمان، إذ أنت طلق الخطو الجناح، أيام كانت طلة الياسمين تحضننا، وأنت تشدو لنا شعر المنى والزهو والعنفوان فترق النجوم في أرضنا تصغي إلى اللحن ونصغي، وكان ملء أغانيك اخضرار المروج ونضرة السفح، وبوح الأريج وملئها كان هدير الرياح، وكان فيها من شموخ الجبال في وطني وعزة لا تنال إلا مع النصر وفوز الكفاح".من وحي أوجاع الشعب الفلسطيني، ترسم فدوى طوقان، صورة ديوانها هذا، لتؤكد على حاجة شعبها للحب والوطن وللتحرر من براثن العدو التي تحاول جرح الوطن في الصميم وتشتيت شعبه في بقاع الأرض.