نبذة النيل والفرات:أضحت المعضلة السكانية التي يعيشها عالمنا المعاصر حافزاً هاماً للوقوف على أبعاد العلاقة بين السكان والموارد خاصة الغذائية منها، وقد حدا ذلك بكثير من الباحثين إلى تحليل جوانب هذه العلاقة واحتمالاتها المستقبلية، ولا يكف العالم عن البحث المستمر عن الاستخدام الأمثل للموارد الحالية وعن مصادر جديدة للطاقة والغذاء ليو...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:أضحت المعضلة السكانية التي يعيشها عالمنا المعاصر حافزاً هاماً للوقوف على أبعاد العلاقة بين السكان والموارد خاصة الغذائية منها، وقد حدا ذلك بكثير من الباحثين إلى تحليل جوانب هذه العلاقة واحتمالاتها المستقبلية، ولا يكف العالم عن البحث المستمر عن الاستخدام الأمثل للموارد الحالية وعن مصادر جديدة للطاقة والغذاء ليواجه الاحتياجات المتزايدة في العالم خاصة في الدول النامية التي يمثل سكانها ثلاثة أرباع سكان الأرض رغم أنها لا تسهم في الناتج العالمي الكلي إلا بحوالي الربع فقط.ومن هنا يتحدد مسار هذا الكتاب ومحتواه حيث اتبع فيه المنهج الموضوعي الحرفي وتناول الحرف الإنتاجية في إطار الأقاليم الاقتصادية الكبرى وكان إتباع هذا المنهج الوسط منذ البداية يهدف إلى عرض منطقي ومنظم لمادة الجغرافيا الاقتصادية في بساطة ويسر ليعطي في النهاية صورة واضحة عن الإنتاج الاقتصادية ومظاهرة وتوزيعه في العالم اعتماداً على تحليل لمبادئه العامة ودون خوض في تفاصيل كثيرة تجهد القارئ وتحيد به عن فحوى الكتاب ومساره.وينقسم الكتاب إلى خمسة أقسام تحوي واحداً وعشرين فصلاً، ويتناول القسم الأول مفهوم الجغرافيا الاقتصادية ومناهجها والمقومات الطبيعية للإنتاج ثم العلاقة بين السكان والموارد. أما القسم الثاني فيدرس الإنتاج الحيوي بادئاً إياه بحرفة الزراعة وأنماطها ثم بالإنتاج الزراعي في البيئة المدارية المطيرة والبيئة شبه المدارية الرطبة والبيئة المعتدلة ثم يدلف بعد ذلك إلى دراسة حرفة الرعي والثروة الحيوانية والموارد الغابية وصيد الأسماك.أما الإنتاج المعدني فقد تناوله القسم الثالث بادئاً بحرفة التعدين ثم بدراسة لإنتاج الحديث ومعادن السبائك الحديدية ثم المعادن غير الحديدية، ويدرس القسم الرابع موارد الطاقة والصناعة حيث يتناول إنتاج الفحم وأهميته والبترول ودوره وبعض مصادر الطاقة الأخرى ممثلة في الغاز الطبيعي والطاقة الكهرومائية والنووية. ثم ختم هذا القسم بدراسة تحليلية لحرفة الصناعة ومقوماتها وأقاليمها الرئيسية على خريطة العالم.ولما كان النقل والتجارة نشاطين رئيسيين مكملين للإنتاج الاقتصادي فقد تناولهما القسم الخامس والأخير حيث درس طرق النقل الرئيسية على خريطة العالم وحلل جغرافية التجارة الدولية ومكوناتها الرئيسية ثم اختتم هذا القسم بفصل عن العلاقة بين الجغرافيا الاقتصادية والتخطيط الإقليمي.وقد حرص على تزويد الكتاب بأحدث الإحصاءات التي يضمها تسعة وستون جدولاً وبست وخمسين خريطة ورسماً بيانياً وبعدد غير قليل من الصور التي توضح بعض مظاهر الإنتاج.