بين يدي الكتابالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينأما بعد : فإني أضع هذا الكتاب بين يدي طلابي في كلية اللغة العربية بمراكش، كما أضعه بين يدي غيرهم من الطلبة والدارسين، إيماناً مني بضرورة نشر الثقافة القرآنية الصحيحة في دنيانا التي تنوعت فيها المشارب الثقافية، وتعددت في أنحائها الولاءات الفك...
قراءة الكل
بين يدي الكتابالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينأما بعد : فإني أضع هذا الكتاب بين يدي طلابي في كلية اللغة العربية بمراكش، كما أضعه بين يدي غيرهم من الطلبة والدارسين، إيماناً مني بضرورة نشر الثقافة القرآنية الصحيحة في دنيانا التي تنوعت فيها المشارب الثقافية، وتعددت في أنحائها الولاءات الفكرية !! والكثير منها قد تنكر لثقافة القرآن، وحاربها سراً وإعلانا.وقد كان من مناهج كليات اللغة العربية على اختلاف مواقعها، تدريس مادة علوم القرآن ضمن مادة الإسلاميات !! وهي على حق في هذا ليستطيع طالب اللغة العربية أن يسلك الطريق السوي لتناول أرفع النصوص العربية وأسماها ألا وهو القرآن الكريم، لأن هذا الكتاب عماد العربية وحاميها من البوار والزوال، إضافة إلى أنه الميزان الحق الذي يوزن به نتاج أدباء العربية في كل العصور!!ولذا فإن العناية بعلوم القرآن كما قررها أئمة المسلمين رحمهم الله ونشرها بين المثقفين يقمع بحجة وبصيرة، أولئك الذين يحاولون النيل من العربية وبالتالي من عظمة هذا النص الكريم وقدسيته باسم التجديد، والمنهج العلمي!!وقد جعلت هذا الكتاب مباحث بعد تمهيد في علوم القرآن وتاريخ تدوينها، وعملت جهدي في كل مبحث أن يكون ملبياً للحاجة، وافياً في إلقاء الضوء على أطراف البحث....وكنت في هذا وذاك مترسما خطى الأئمة والعلماء الذين كتبوا في هذه المباحث قبلي، ملتزما ما أعتقد أنه الحق، جاهداً أن يكون فيه جديد يستفاد...والله أسأل أن يكون عملي خالصاً لوجهه الكريم، كما أسأله أن يكون فيه نفع لي وللمسلمين ولعامة الباحثين والدارسين...