إن المعرفة الإنسانية ومناهج التعليم تواجه اليوم مآزقَ عديدةً جعلت كثيراً من العقلاء في عديد من بقاع الأرض يقفون أمامها ليتلمَّسوا هذه المشاكل، ويسعون جهدهم لوضع الحلول، وتجاوز هذه المآزق والأزمات، وقد رفعوا أصواتهم بذلك منذ سنين عديدة، وتنادوا إلى مؤتمرات ولقاءات ليستفيدوا من آراء ذوي الرأي السديد، وليصغوا إلى مقترحات ذوي الخبرة...
قراءة الكل
إن المعرفة الإنسانية ومناهج التعليم تواجه اليوم مآزقَ عديدةً جعلت كثيراً من العقلاء في عديد من بقاع الأرض يقفون أمامها ليتلمَّسوا هذه المشاكل، ويسعون جهدهم لوضع الحلول، وتجاوز هذه المآزق والأزمات، وقد رفعوا أصواتهم بذلك منذ سنين عديدة، وتنادوا إلى مؤتمرات ولقاءات ليستفيدوا من آراء ذوي الرأي السديد، وليصغوا إلى مقترحات ذوي الخبرة فيما يفيد.وإن عالمنا العربي والإسلامي له من الثوابت العلمية والضوابط المعرفية ما يؤهِّله إلى النهوض صُعُداً، والسير بتوازن وثبات، وتجديد العطاء الإنساني، وذلك من الأسس والمنطلقات التي غيَّرت تاريخ الإنسان ووجه الأرض بالأمس، عندما تغيرت نظرة الإنسان للمعرفة والعلم وحددت له المسالك، وجعلته يطلُّ على آفاق المستقبل، فكانت المعرفة ومناهجها رخاءً وإبداعاً...ونحن والعالم اليوم بحاجة ماسَّة إلى هذه المنطلقات والضوابط مما يعجِّل بإعادة التوازن المعرفي، ويعيد اللُّحمة بين العلم والغايات والأهداف النبيلة... وما عزوف الأجيال المعاصرة عن التعليم، وإنحدار مستواه مع كثرة الإمكانات والوسائل والأدوات، إلا لنظرة التشاؤم التي غرستْها المناهج القائمة؛ وإن المعرفة التطبيقية إذا لم تُحَطْ بسياج متين ضابط من القيم الأخلاقية الهادفة فستستمر في إبداع التدمير، وإبتكار الإفساد للكون.لهذا جاء هذا الكتاب الذي يقدمه المؤلف في (طبعته الثانية) للقرَّاء، وأودعه عدداً من الضوابط التي أحاطت بالمعرفة الإسلامية منذ إنطلاقها، فجعلتْ منها سخاءً ورخاءً وعطاءً، وجعلتْ أهلها ينظرون للآفاق البعيدة وللمستقبل الآمن، وبلغوا فيها أبعد مدى، وقد استند في ذلك إلى آي الكتاب العزيز، ونصوص السُّنة الشريفة، وكان خلاصة عقود طويلة عاشها في التدريس العالي في الجامعة مع الباحثين والدارسين.