النظرية النقدية في بحوث الإتصال

يحاول الإجابة عل سؤال محوري يشغل أساتذة الاتصال والصحافة فى شمال العالم وجنوبه وهو : يمكن لبحوث الاتصال والإعلام أن تتوصل إلى المعرفة التى نحتاجها لفهم وتغيير الواقع المجتمعي الذي نعيشه ؟ إن المتابعة النقدية لبحوث الاتصال. كشف عن عدم قدرتها على مواجهة التحدي الخاص ببناء وتصميم صور ذهنية محددة للمواقف والأوضاع التي يطرحها الواقع المعقد. فالمعروف أن علم الاتصال قد نشأ فى بدايته كإطار تجميعي لعدة تخصصات تنتمي إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية وظل يفتقد حتى اليوم البنية النظرية المستقلة المحددة ولا أقول المنغلقة . وعلينا أن تعترف أن عبقرية علماء الاتصال فى الغرب تكمن فى اكتشافهم للأسئلة الجوهرية التى يطرحها و اقعهم الاتصالي المركب والعمل على ابتداع الإجابات الملائمة من خلال العديد من البحوث ذات التوجه النقدي، وهذا هو جوهر الاختلاف بينا وبينهم نفهم لم يستورد نظريات اجتماعية جاهزة أو معدة سلفا كما يحدث لنا الأن. ومن هنا تبرز أهمية ما يطرحه هذا الكتاب من تحدد لكثير من المسلمات في البحوث الإعلاميين الإمبيريقية ذات الي الطابع ألتجزيئي و والتفتي للظواهر الإعلامية و التي اعتاد معظم الباحثين الإعلامي على تناولها بمعزل عن السياق المجتمعي والثقافي الذي أنتجها وأثر فيها كما تأثر بها. فضلا عن افتقار هذه البحوث إلى الأطر النظرية التى تفسر المعطيات الأمبيريقية وتكشف عن توجهات الباحثين. ويطرح هذا الكتاب خلاصة منفصلة عن التيارات النقدية فى بحوث الاتصال فيى المدارس الأوربية والأمريكية وكذلك بحوث الاتصال فى دول الجنوب التى تتعرض لأزمة مركبة تتمثل فى النقل والاقتباس و التبعية للتيارات الوظيفية والإمبيريقية فى دول الشمال المتقدم تكنولوجيا والمختلف ثقافيا،وهنا تثار قضية المسئولية العليمة والأخلاقية للباحثين الإعلامي فى دول الجنوب وضرورة تصديهم لتناول العالمي فى بحوث الاتصال بمنظور نقدي والحرص على إجراء البحوث الأساسية التى تلبي احتياجات مجتمعاتهم النامية.