خلال السنوات التي قضيتها في المدرسة كانت حصّة الرياضيات تمر ثقيلة، بطيئة, مملة, كئيبة، بغيظه.....أو هكذا كنّا نظن, نحن الطلاب المساكين, ولم نكن ندري أن العيب في المعلم أو المنهاج، وليس في الرياضيات.أنا شخصيا (خير شواهين) كرهت مادة الرياضيات طيلة فترة المدرسة، لأن المدرسين كانوا يدرّسون المفاهيم الرياضية كمادة مجردة ليس لها أي ار...
قراءة الكل
خلال السنوات التي قضيتها في المدرسة كانت حصّة الرياضيات تمر ثقيلة، بطيئة, مملة, كئيبة، بغيظه.....أو هكذا كنّا نظن, نحن الطلاب المساكين, ولم نكن ندري أن العيب في المعلم أو المنهاج، وليس في الرياضيات.أنا شخصيا (خير شواهين) كرهت مادة الرياضيات طيلة فترة المدرسة، لأن المدرسين كانوا يدرّسون المفاهيم الرياضية كمادة مجردة ليس لها أي ارتباط بالواقع,وكنّا نتساءل، ما فائدة التكامل أو التفاضل أو اللوغريتمات, ما فائدة كل هذه القوانين التي أتعبنا بها علماء الرياضيات، لماذا أرهق نفسي بتعلّم هذه الأشياء المجردة التي سوف أنساها في نهاية السنة الدراسية. وعندما كبرت ندمت على هذه السنوات الطويلة التي مرت في الدراسة ولم أستمتع بهذه المادة الممتعة جدا، والمفيدة جدا, بل الضرورية لمختلف مناحي الحياة.إن ما يغضبني ويثير حسرتي أن مناهجنا, ومعلمينا,وطرق تدريسنا لم يتغير بها شيء رغم مرور السنوات الطويلة، المشكلة أن أجيال مرت تعاني ما عانيت منه من سوء فهم هذه المادة التي لا يستغني عنها أحد مهما كان مجال عمله, والمشكلة أن هذه المادة هي عنق الزجاجة أمام نجاح طلاب الثانوية العامة, وهي تسبب كابوسا للطلاب والأهالي.وقد استفاد من هذه الأخطاء بعض من يدرسون الرياضيات, نعم, هم سبب رئيس لهذه المشكلة ولكنهم ينتفعون منها ويتكسّبون بها من خلال الدروس الخصوصية التي تثقل كاهل الأهل، ولا تفيد الطلاب شيئا في هذا العلم إلا حفظ بعض المواد من أجل النجاح في الامتحان. نحن في هذا الكتاب, وخاصة الجزء الأول (الرياضيات النظرية وتطبيقاتها العملية) نحاول أن نوقد شمعة في هذا الظلام متمنين أن نقرّب الرياضيات من قلوب أبناءنا لتجعلهم يعيشون معها في متعة وفائدة، ويمتلكون زمام أمرها لتوظيفها بنجاح وفعالية في مختلف مجالات حياتهم.والجزء الثاني من الكتاب (الأرقام تحكم العالم), يستعرض أهمية الأرقام بمختلف مجالات حياتنا بحيث يقدم نظرة واسعة وشمولية لهذا العلم، حتى أن معظمنا لا يتخيل أن هذه العلم يتغلغل في جميع جوانب حياتنا.وتصطحبكم في هذه الجزء طفلة ذكية، واسعة الخيال، أسمها رؤى، ولها من اسمها نصيب, بحيث تقدم لكم العلم ممتزجا بخيال طفلة حالمة, ليكون ممتعا ومفيدا مثل ندى الصباح عندما يلامس أزهار الربيع.