لم يبخل الأمير عمر طوسون (1872- 1944) "أمير وادي النيل العظيم" بجهده وماله في الدفاع عن قضايا وطنه، وبالأخص مسألة السودان، فأراد أن يسجل للتاريخ ما يحاك من مؤامرات من جانب المستعمر الانجليزي ويفضح أساليبه لفصل مصر عن السودان، واستبدال الحكم المصري بالنفوذ الانجليزي للسيطرة على وادي النيل، وبالتالي التحكم في منابع النيل ومجراه؛ أ...
قراءة الكل
لم يبخل الأمير عمر طوسون (1872- 1944) "أمير وادي النيل العظيم" بجهده وماله في الدفاع عن قضايا وطنه، وبالأخص مسألة السودان، فأراد أن يسجل للتاريخ ما يحاك من مؤامرات من جانب المستعمر الانجليزي ويفضح أساليبه لفصل مصر عن السودان، واستبدال الحكم المصري بالنفوذ الانجليزي للسيطرة على وادي النيل، وبالتالي التحكم في منابع النيل ومجراه؛ أي شريان حياة مصر والسودان.ساهم الأمير بالعديد من المقالات والكلمات والندوات في الدفاع عن القضية، وكشف المؤامرة، كما ألف الكتب، وشجع على تأليفها بأن نشرها على نفقته، ومن بينها هذه الستة كتب التي ننشرها والتي نشر كل منها مستقلًا إبان طبعتها الأولى.ولقد أردنا بجمع هذه الكتب الستة في مسألة السودان في مجلد واحد تعميم الفائدة حتى يدرك القارئ- العادي والمتخصص- خفايا السياسة الاستعمارية البريطانية والغربية في وادي النيل في الفترة ما بين سنة 1882م (بدء الاحتلال البريطاني لمصر) وسنة 1924م (خروج الجيش المصري من السودان).إن التاريخ يتكرر، وإن فهم الحاضر وبناء المستقبل لن يكون إلا بإعادة قراءة الماضي واستيعاب دروسه. لعل الله يوفق في تلافي أخطار الحاضر والمستقبل.
