أدت التغيرات المتسارعة في كافة مناحي الحياة ومجالاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية والصناعية إلى زيادة الحاجة إلى توظيف المعارف المشتقة من حقل علم النفس وما انبثق عنها من مبادئ ومفاهيم لغايات توجيهه السلوك الإنساني وضبطه في معظم المجالات الحياتية. ومما عزز الحاجة إلى المعرفة النفسية وتوظيفها في المجالات التربوية ال...
قراءة الكل
أدت التغيرات المتسارعة في كافة مناحي الحياة ومجالاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية والصناعية إلى زيادة الحاجة إلى توظيف المعارف المشتقة من حقل علم النفس وما انبثق عنها من مبادئ ومفاهيم لغايات توجيهه السلوك الإنساني وضبطه في معظم المجالات الحياتية. ومما عزز الحاجة إلى المعرفة النفسية وتوظيفها في المجالات التربوية الزخم المعرفي المتزايد، حيث ازدادت الأعباء على كاهل كل من المعلمين والمتعلمين، اذ أصبح من المتعذر على المعلمين تزويد المتعلمين بكل المعارف والخبرات وفق إطار زمني محدد وبإتباع الأساليب والوسائل التقليدية. ومن هنا برزت الحاجة إلى استغلال المبادئ والقوانين المشتقة من حقل علم النفس للتأثير في سلوك المتعلمين وإثارة الدافعية لديهم واستغلال الطاقات والقدرات الكامنة لديهم وتوجيهها نحو تحقيق التعلم الفعال، فضلاً عن استخدامها في ابتكار أساليب وطرائق تدريس فعالة تنسجم وخصائص الطبيعة الإنسانية. وبذلك أصبحت تطبيقات علم النفس احد المحاور الرئيسية في مجال العملية التربوية اذ اصبح من المتعذر الحديث عن التربية بعيداً عن تناول موضوع علم النفس وتضميناته التربوية.تعد مادة سيكولوجية التدريس الصفي احد مضامين علم النفس التربوي الرئيسية حيث يهدف من هذه المادة توظيف المعارف النفسية علمياً داخل الغرفة الصفية بهدف اعداد المعلمين الإعداد الأكاديمي والمهني المناسب على نحو يمكنهم من تطوير قدرات المتعلمين العقلية وتنمية الجوانب الاجتماعية الانفعالية واللغوية، والمهارات الحركية لديهم بشكل فعال، وهكذا فان مواضيع هذا الكتاب تنصب على محتوى سيكولوجية التدريس الصفي بما تتضمنه جوانب العملية التربوية التي يضطلع بها المعلمون داخل الغرف الصفية؛ فهو يشتمل على عدد من الفصول الدراسية على النحو التالي:الفصل الأول: ويتعرض إلى مفهوم الإدارة الصفية والعوامل المؤثرة فيها وعناصرها ومهامها الرئيسية بالإضافة إلى تناول أركان الإدارة الصفية وأنواعها وخصائص المعلم الجيد وعملية التفاعل الصفي وابعاد وخصائص التعليم الفعال والعوامل المؤثرة فيه.الفصل الثاني: ويتعرض إلى موضوع الأهداف التربوية. والأهداف التعليمية والأهداف السلوكية وأقسام كل منها مع الأمثلة عليها، كما ويتناول مصادر اشتقاق هذه الأهداف وأهميتها في عملية التدريس، ودور الأهداف في نقل ثقافة وفلسفة المجتمعات للافراد بهدف إعدادهم لمواجهة مطالب الحياة والمتطلبات المتغيرة فيها، وضرورة أن تستند عملية التعليم الى سلسلة من التخطيط السليم والتحضير لتحقيق الأهداف والغايات المنشودة التي تسعى المؤسسات التربوية لتحقيقها.الفصل الثالث: ويتعرض انواع طرائق التدريس المختلفة كالمحاضرة والطريقة الاستقرائية والاستنباطية والعروض والمناقشة والحوار وطريقة حل المشكلة وغيرها من طرق التدريس الاخرى مبرزاً خصائص هذه الطرق والعوامل المؤثرة فيها. كما ويتعرض لموضوع الدافعية واثرها في مجال عملية التدريس والتحصيل الدراسي وآليات اثارة دافعية المتعلمين نحو التعلم.الفصل الرابع: ويتعرض إلى نماذج التدريس ودورها الفاعل في تحقيق الاهداف والغايات النهائية للنظام التربوي، وكيف تعنى هذه النماذج باختيار الاساليب والاستراتيجيات المناسبة لوضع المنهاج او اختيار المحتوى المناسب، وأساليب وطرق التدريس المناسبة، واستخدام الأنشطة والوسائل المتوافقة مع المحتوى. ويستعرض هذا الفصل عدد من نماذج التدريس منها نموذج التعلم الاكتشافي الذي وضعه برونر، ونموذج التعلم الشرحي الذي وضعه اوزوبل، ونموذج التعلم الهرمي لجانييه.الفصل الخامس: ويتعرض الى الفروق الفردية ووصف النواحي التي يتشابه بها الافراد وتلك التي يختلفون فيها، ودور كل من الوراثة والبيئة في تباين هذه الفروق، وأنواع الفروق الفردية، وخصائصها وابعادها، والعوامل المؤثرة فيها، وعلاقتها بالذكاء والقدرات العقلية، وعلاقة الذكاء بالتعلم، بالاضافة الى نظريات الذكاء، ومقاييس الذكاء، وطرق دراسته.الفصل السادس: ويتعرض هذا الفصل الى الاتجاهات، وأهميتها في حياة الأفراد والجماعات، ودورها في توجيه السلوك الاجتماعي للفرد، وتعريفها، والخصائص النفسية للاتجاه، ووظيفة الاتجاهات، والعوامل المؤثرة في تكوينها، ومراحل تكوينها، وطرق تغيير وتعديل الاتجاهات، ونظريات تكوين الاتجاهات، وقياس الاتجاهات، وكذلك يتعرض إلى موضوعات ذات علاقة بالاتجاه مثل الميول والادوار الاجتماعية، والقيم.الفصل السابع: ويتعرض لموضوع التعلم الذاتي من حيث نشأته ومبرراته ومبادئه ومهاراته ودور المعلم فيه، كما ويتناول أساليبه المتعددة من مثل التعليم المبرمج والحقائب التعليمية والحاسوب التعليمي وخدمات الانترنت وبرامج الوحدات المصغرة ومراكز التعليم الصفي وصناديق الاكتشاف والفيديو التفاعلي.الفصل الثامن: ويتعرض لموضوع التعلم التعاوني من حيث مفهومه وخصائصه وفوائده وأهدافه بالإضافة الى عناصره وكيفية توزيع ادوار المتعلمين في هذا النوع من التعلم ودور المعلم في ذلك فضلاً عن الحديث عن أنواعه المختلفة ومحدداته.الفصل التاسع: ويتعرض الى موضوع أنماط التعلم من حيث نشأتها وتطورها والاتجاهات البحثية التي أسهمت في بلورتها، ويتناول كذلك مفهوم أنماط التعلم وأهمية التعرف عليها وعلاقتها بالتحصيل وعمليات التعلم بالإضافة انه يتعرض الى التصنيفات المختلفة لأنماط التعلم وتطبيقاتها التربوية.