ما من رجل يستطيع الوصول إلى سدة الرئاسة، سواء بالتدرج السياسي أو الحزبي أو الانتخابي أو الانقلابي أو الثوري، إلا أن يستدرك العديد من العوامل النفسية والسلوكية والمزاجية والعصبية والأخلاقية، فضلاً عن الثقافية والاجتماعية، لتكون من أهم مكونات التأثير على مواقفه وتصرفاته، بغض النظر عن مدى تعلقه بتطبيق النظام وتنفيذ بنود الدستور في ...
قراءة الكل
ما من رجل يستطيع الوصول إلى سدة الرئاسة، سواء بالتدرج السياسي أو الحزبي أو الانتخابي أو الانقلابي أو الثوري، إلا أن يستدرك العديد من العوامل النفسية والسلوكية والمزاجية والعصبية والأخلاقية، فضلاً عن الثقافية والاجتماعية، لتكون من أهم مكونات التأثير على مواقفه وتصرفاته، بغض النظر عن مدى تعلقه بتطبيق النظام وتنفيذ بنود الدستور في ما يخصه كرأس للنظام.
والحقيقة الصارخة في أن نظام سياسي، أن معظم الرؤساء، والسياسيين والوظائف الحكومية، يتمسكون بالمبادئ الديموقراطية ويستسيغون مداعبة عواطف الجماهير، وعندما ينالون وطرهم، ويحققون أمنياتهم في بلوغ المنصب المنشود، تنتابهم أعراض نفسية ناتجة عن ارتدادات الماضي، من خلال انعكاس صوره ومفاعيله على كثير من التصرفات والمواقف والقرارات.
فالفشل في الدراسة، أو عدم القدرة على توفير التكاليف والمستلزمات، قد يتحول إلى إهمال في تشجيع التعليم وتطوير البرامج وإغفال تكريم العلماء... وربما تحطيمهم وإبعادهم، ما لمي حققوا له رغباته، كما فعل أدولف هتلر الذي لم يعثر في جيبه، وهو شاب صغير، على ثمن لكتاب استهواه العنوان، فانقلب عدواً لدوداً للعلم والعلماء، عندما تولى زعامة ألمانيا النازية. إذ أقدم على حرق وإتلاف العديد من المكتبات المهمة، وسجن مئات العلماء والمثقفين، فضلاً عن الذين فروا خوفاً من بطشه ومنهم اينشتاين وسيغموندفرويد أحد واضعي هذا الكتاب.
ثم إن كراهية أحد الأفراد للرئيس عندما كان صغيراً، قد تنعكس حقداً أو نوازع شريرة ضد الناجحين والطموحين والمقربين منه؟!
لهذا، فإن مقاربة التحليل النفسي لشخصية أي فرد، ترتبط مباشرة بالماضي، وما يترتب عليه من أحداث ومواقف.
وفي هذا الكتاب تحليل علمي لشخصية الرئيس الأميركي المريض توماس وودرو ويلسون، وتأثيرها على مواقفه السياسية والاقتصادية والأخلاقية ومفاوضاته الصعبة مع قارة أوروبا حول الحرب العالمية الأولى ومعاهدة فرساي وعصبة الأمم المتحدة.