ولد ارنست ميلر همنغواي صاحب هذه الروايات الأربع التي يضمهم هذا الكتيب في 21 تموز 1899، في ضاحية يقطنها أفراد الطبقة الوسطى، كان والده يعمل طبيباً ممارساً، ووالدته موسيقية على درجة كبيرة من الثقافة ومنذ طفولته أبدى همنغواي حماسه الشديد للأنشطة العنيفة فهو قد شارك في الألعاب الرياضية كالملاكمة وكرة القدم الأمريكية لكنه إلى جانب ذل...
قراءة الكل
ولد ارنست ميلر همنغواي صاحب هذه الروايات الأربع التي يضمهم هذا الكتيب في 21 تموز 1899، في ضاحية يقطنها أفراد الطبقة الوسطى، كان والده يعمل طبيباً ممارساً، ووالدته موسيقية على درجة كبيرة من الثقافة ومنذ طفولته أبدى همنغواي حماسه الشديد للأنشطة العنيفة فهو قد شارك في الألعاب الرياضية كالملاكمة وكرة القدم الأمريكية لكنه إلى جانب ذلك كرس نفسه للاهتمام بالكتابة، وخصوصاً لصحيفة مدرسته.
كان يمضي عطلاته الصيفية في غابات "متشيغان"، المكان الذي وظفه درامياً في قصته القصيرة الأولى. وبعد إنهاءه تحصيله في المدرسة الثانوية، عمل صحفياً في كنساس سيتي ستار"، وقد كان تدريبه كمراسل صحفي حاسماً في تطوير أسلوبه الصحفي المميز، ويعود مساهمة همنغواي في الأدب الحديث بشكل كبير إلى أسلوبه في الكتابة أكثر منه إلى أفكاره أو قدرته على بناء مسرحية أو رواية. أنه أحد الكتاب "القديرين" في الكتابة باللغة الإنكليزية وذلك لثقته بنفسه، وصلابته والاستعمال الدقيق للغة. وحساسية أذنه للاستخدامات المحلية النادرة. تكمن أهمية هذه المجموعة القصصية الأربعة في أنها "الحجر الأساس" الذي وصفه "إرنست همنغواي" لبناء أحداث روايته "لمن تقرع الأجراس" التي تتناول في طياتها الحرب الإنسانية، فمعظم الأفكار التي قدمها همنغواي نراها بشكل أعمق في تلك الرواية.
ولعل السؤال أو الأسئلة التي يطرحها همنغواي هنا، هي أسئلة فلسفية عميقة عن الحرب وجدواها، وما تؤول إليه في النهاية. وفي هذه القصص سيواجه القارئ شخصيات رئيسية تعمل في الصحافة، وتسرد ما رأته من مآسي وحالات موت وقتل... وتغلغل للفاشيست داخل المدينة الجمهورية في العاصمة الإسبانية مدريد... كما سيلمس القارئ إصرار الكاتب على تقديم الخبر التقريري وهذا إشارة إلى وجهة نظره فيما يتعلق بالحرب.