d
الإرهابي 20 - عبد الله ثابت

الإرهابي 20

الإرهابي 20

أحب أن تبدأ الأشياء بالأسئلة، وتنتهي بالأسئلة، وما بين هذا الحشد من علامات الاستفهام، في البدء والخاتمة، يليق بالمرء أن يقول أنه قد أنجز عملاً طيباً، لأن أسئلته تلك قد أنجبت عالماً جديداً من الأسئلة الأعمق والأدق، فاللعنة على الإجابات وعلى كل الذين يجعلون إجاباتهم نهاياتنا! ليس أن نتساءل عن كأس: ما هو، كأن نتساءل عن شخص ما: من... قراءة الكل
أضف تقييم
تحدث الكاتب في بداية الرواية عن طفولته عن عسير و أهلها و عن والده و والدته بكل قسوتهم وتناقضهم .. ساق نموذجا للتطرف الديني والتربية الدينية القاسية في المدارس ، وكذلك التربية في المنزل استنادا للعادات أو التقاليد البالية. تحدث الكاتب عن أثر عاملي "التربية والمدرسة" عليه من ناحية الدين و العقيدة حتى كره كل ما يمت للسماء بصلة لأنه تصور أن الله هو خلف هذه القسوة . بعد انتهاء مرحلة الطفولة وابتداء المراهقة وكمحاولة للهروب من المنزل استجاب زاهي بطل الرواية إلى دعوات جماعة التوعية الدينية في المدرسة وانغمس فيهم أكثر متبعا لتصوفهم وتطرفهم والتشدد في أخذ الدين كما كان سائدا في أواخر الثمانينات ، وزاد ذلك بقيام الحركات التكفيرية والفكر الخارجي إبان حرب الخليج و المشايخ الذين رمز لهم بـ س.ع و ع.ق و ن.ع و س.ح . الخروج إلى المخيمات الوعظ والبكاء البعد عن البنطال والبدل والتصفيق وانتهاء بتكفير الأهل والعصاة والحكام طبعا والشدة في الأمر بالمعروف هذه أبرز ما كانت عليه تلك الجماعات والتنظيمات . بدأ العقد بالانفراط بعد عدة مواقف أساء فيها الجماعة التصرف و وجهوا إهانة نفسية لزاهي " العسيري " ابن الجبل الذي سبق أن أسهب في وصف منطقته وأبناءها كأنه يبرر أي تصرف لنفسه أو لأسرته وأهل قريته . مرحلة التحرر من ذاك الفكر عند دخول الجامعة والسفر والقراءة و الوعي بالإضافة إلى الحواجز التي بنيت في نفسه بينه وبين أولئك الأشخاص. الفلسفة واليوغا والأدب والشعر هي أولى ملامح الحرية الفكرية والقراءة لأشخاص وصموا بالعلمنة والكفر ، حتى اكتسب زاهي لغته الخاصة بعون الدراسة الجامعية في تخصصه اللغة العربية . كيف حاربت الأسرة زاهي وكيف تقبلت عودته ثم حاربته مرة أخرى حتى كانت البراءة و الحكم عليه بالردة قاب قوسين أو أدنى منه يوم أن كتب مقالاته عن الموسيقى وأثرها على النفس وعدم حرمانيتها وثورة المجتمع المحافظ والعلماء حتى تدخل في ذلك أخوانه ثم أمير المنطقة خالد الفيصل . تتضارب في النفس الأسئلة هل هذا الكتاب سيرة ذاتية لثابت أم أنه مزيج من الواقع الديني في المناطق في المملكة أم مبالغات حاكها ببراعة ضمن أحداث حقيقة ؟ في الفصول الأخيرة من الكتاب تحول الكتاب من رواية إلى أطروحات فكرية يتحدث بلغته الساحرة وأفكاره الفلسفية عن ذاته كإنسان عاش التطرف و التناقض إضافة لجلد البيئة والمجتمع و النفس ! بطل الرواية عاشر جار الله عمر و أدونيس والألمعي و غيره و قرأ لكل أحد في صدمته التي عاشها بين عالم التكفيريين وبين الانفجار الذي تولد عن طول كبت و رغبة في الانتقام و الوحدة و الفراغ لذلك لست أعجب من كتابات ثابت و فلسفته و العمق في معانيه و أساليبه . أربع نجمات على لغة الكتاب و فصوله الأولى والأخيرة وعلى حبكته المتقنة والأسئلة التي أثارها فيّ باحثة عن إجابة . واخيرا .. عبد الله ثابت يكتب ما يليق به .. ويكتب صديقتي ندى بين حروفه و يكتب ما يذكرني بعلوان .. يعجزانني جدا . * مراجعة مستعجلة مرتبكة قبل الفجر بدقائق *
اكتشف كتب جديدة



احصائيات

0
1
0
0
0
أفضل القراء


لا توجد أي بيانات حاليا..