العقل والوجود

في هذا الكتاب نرى يوسف كرم كفيلسوف حقيقي، فيلسوف متشبع بالفلسفة الأرسطية بطبعها الإسلامي الذي رأيناه في كتابات الفلاسفة الإسلاميين وخصوصًا ابن رشد، أنا معجب بطريقة عرض وتحيل يوسف كرم وطريقته في تناول ما يخالف فلسفته بالنقد بشكل جيد جدًا، لكنه مهما حاول التجديد أو النقد نجد أنه متأثر بشكل كبير جدا بالفلسفة الإسلامية، وأنه انطلق كما ينطلق الميتفايزيقي دائمًا في اثبات العلة الأولى، وكما ينطلق الميتافيزيقي اللاهوتي في إثبات وجود الله كما هو في ديانته، والحقيقة أنني أجد مشكلة مع الفيلسوف الذي يبدأ وهو لديه هدف محدد يريد الوصول إليه، أرى أنه سيمهد كل الطرق المتعرجة ليصل إلى غايته ليرى أن ما دون ما رأى آراء متهافتة، وهذا يبعد نظره عن العديد من الأشياء المهمة. فيمكن بالعديد من الطرق نثبت أن آراء يوسف كرم أو العقليين بشكل عام خاطئة من خلال المذاهب الذي يراها هو خاطئة، فكل فلسفة يمكن هدمها من داخلها. في هذا الكتاب يقتصر يوسف كرم على البحث في الابستمولوجيا والأنطولوجيا ويبين تهافت آراء الفلاسفة التصوريين والحسيين وبعض العقليين الذي يخالف مذهبهم، الذي أحببته هنا هو الطريقة أو الخطوات المنهجية في بحث الكاتب لإثبات وجهة نظره الذي أختلف معها في بعض الأحيان.