يحتوي الكتاب على عدد من المقالات تتناول سيرة المؤلف ومحطات من حياته وشهادات بحق أكثر من شخصية حزبية لبنانية وعربية إضافة إلى صور نادرة من أرشيف المؤلف لشخصيات ومناسبات باتت ملك الذاكرة والوجدان . إلا أن القارىء يتوقف كثيراً عند محطة مهمة كانت للمؤلف مع الزعيم العربي جمال عبد الناصر.نبذة النيل والفرات:التاريخ ينساب بتفاصيله الدقي...
قراءة الكل
يحتوي الكتاب على عدد من المقالات تتناول سيرة المؤلف ومحطات من حياته وشهادات بحق أكثر من شخصية حزبية لبنانية وعربية إضافة إلى صور نادرة من أرشيف المؤلف لشخصيات ومناسبات باتت ملك الذاكرة والوجدان . إلا أن القارىء يتوقف كثيراً عند محطة مهمة كانت للمؤلف مع الزعيم العربي جمال عبد الناصر.نبذة النيل والفرات:التاريخ ينساب بتفاصيله الدقيقة على صفحات "أحمد شومان"، مكتسباً بعداً درامياً بالغ الحساسية وشديد التأثير. إنه مزيج من تداعيات الطفولة تكبر في النص بإيقاع يتصاعد إلى النضج ليتحد في نقطة حاسمة مع مسار الحزب، مجسداً لحظة الانتماء الفريدة في اشتعالها الوجداني وقوّتها المعنوية والمعرفية. بعدها تتكامل التجربة صعوداً إلى ذروتها في حقبة غنية بوقائع وأحداث كان لأحمد شومان من موقعه كمثقف وإعلامي ملتزم الدور المميز فيها، ولعل فضل هذا الكتاب أنه استحضرها مع خلاصاتها الوثيقة الصلبة بما نحن فيه اليوم.واللافت في هذا الكتاب الحار هاجس الالتزام الذي يشيع في جميع فصوله، وغنى التداخل الحميم بين الذاتي الموضوعي. لذا يمكن تصنيفه بأنه سيرة ذاتية وإعادة كتابة للتاريخ، بالإضافة إلى أنه أدب وجداني كما أنه قراءة نقدية ومعاناة مثقف ومعاناة حزب وقضية. وفضلاً عن ذلك فإن نص أحمد شومان هذا ينفتح على أسئلة ملحة تطاول حال العقائد التغييرية في أمتنا، وفي هذا الشرق عموماً، تاركاً الأجوبة مفتوحة على حوار واسع بدت فيه الأسئلة أصعب من الأجوبة، وبدا من عرضه لبدايات الحزب وما تلاها أن تأثير الشخصيات على العقائد كان أشد وأقوى من تأثير العقائد على الأشخاص أحياناً، وأن الذاتيات المعبأة بموروثات المجتمع القديم تحاول، إذا ما أتيح لها، أن تلوي عن الأفكار العظيمة لتكيفها مع مآربها ونزعاتها.ويمكن القول بأن ما ورد في هذا الكتاب من تفاصيل يضيء النزعة الإنسانية في نضال القوميين، وبعضها يذكر للمرة الأولى، وفي قراءته للأحداث، وبالرغم من أنها تحمل رأياً آخر، عبرٌ للأفراد ومادة غنية للمؤرخين. وأحمد شومان إذ ينقل القارئ ما بين لبنان والشام ومصر عبر المراحل والعهود السياسية، يتجاوز آفة السرد لتبدو تجربته الخاصة نموذجاً معمماً يمثل تجربة المثقف الملتزم في الأمة وفي العالم العربي، ولا ريب أن موقعه في الحزب والصحافة أتاحا له أن يلامس خفايا وأسرار حقبة صاخبة بالأحداث والتحولات أفصح عن الضروري منها تاركاً القارئ أمام مزيد من الأسئلة.