"كم يحب البشر كلمة أبد، ترى هل يختبئون وراءها، لأنهم يعرفون أن لكل شيء نهاية، وكانت نهاية المرحلة الجامعية مؤلمة لهما، خاصة بعد أن ودعنه وحضرت زفافه من إنجيل، كان قد قرر العودة إلى مدينته والعمل بالتجارة مع والده، ولكن حلمه أن يكمل دراسته في أميركا ظل يلح عليه، أما هي فسافرت إلى باريس لتكمل دراسة الفلسفة وتحصل على الدكتوراه.
كا...
قراءة الكل
"كم يحب البشر كلمة أبد، ترى هل يختبئون وراءها، لأنهم يعرفون أن لكل شيء نهاية، وكانت نهاية المرحلة الجامعية مؤلمة لهما، خاصة بعد أن ودعنه وحضرت زفافه من إنجيل، كان قد قرر العودة إلى مدينته والعمل بالتجارة مع والده، ولكن حلمه أن يكمل دراسته في أميركا ظل يلح عليه، أما هي فسافرت إلى باريس لتكمل دراسة الفلسفة وتحصل على الدكتوراه.
كانا قد تعاهدا أن يستمر سرهما، أن يرسل لها ما يكتبه من قصائد، وأن ترسل له ما تكتبه من قصص، واستمرا أشهر وفيين لوعدهما، حتى حلت قطعية مفاجئة من قبله، كتبت لأنجيل مشتاقة تريد أخبارهما، وكان جواب أنجيل موارباً لطيفاً متصنعاً، عاودت الكتابة، فلم تتلقى رداً، وفي زحمة انشغالها حاولت أن تخلق لهما الأعذار، لكنها سمعت صدفة بعد ثلاث سنوات، أن عمار وأنجيل انفصلا، ولم تصدق أن أجمل حب كانت شاهدة عليه ينتهي تلك النهاية التعيسة، وكتبت لكل منهما على حدة، لكنها لم تتلقى سوى الصمت".
في قصص "هيفاء بيطار" مناخات متعددة وفضاءات إنسانية تفتح أمام القارئ نوافذ يطل من خلالها على ذلك الكائن الذي اسمه المرأة، تقتحم هيفاء بيطار هذا العالم، ناسجة خيوطاً استلتها من نسيج الحياة، راوية حكاياها ببساطة العارف بأم تجسيد الحياة بوقائعها هو أمر ممكن عندما تطل الأحداث من الزحمة ملقية بظلالها على صفحات حياة الإنسان بعفوية...