d
تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية - نجيب الكيلاني

تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية

تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية

الأسود العنسي كذاب اليمن هو أحد مدعي النبوة ، أهلكه الله وقتله على يدي البطل فيروز ، أحداث قصته وحالاته التي كان يدعي فيها نزول الوحي بمجيء الشياطين وهلوسته وحكمه على سخفاء العقول وغيرها من المشاهد عرضها المؤلف في هذه المسرحية بفصولها الثلاثة التي اختتمت بقتل ذلك اللعين وبالتكبير الذي علا في أرجاء المكان . قراءة الكل
أضف تقييم
كتاب " تجربتي الذاتية مع القصة الإسلامية " لرائد الأدب الإسلامي الدكتور نجيب الكيلاني ، كتابٌ قيّمٌ لكل المهتمين بالكتابة الأدبية . يتحدث الكاتب في هذا الكتاب الصغير بحجمه - 155 صفحة فقط- الكبير بمضمونه وأفكاره عن تجربته الخاصة في إرساء أو تحديد معالم اتجاه جديد في الأدب هو ما عُرف فيما بعد بـ"الأدب الإسلامي" ، ويسهب في الحديث عن الأدب الإسلامي مستخدماً عدداً من رواياته وقصصه وأعماله كنماذج لمختلف أفكار وطروحات الأدب الإسلامي، ومتحدثاً أحياناً كثيرة عن "كواليس" كتابته لهذه الروايات والقصص، وكيف يمكن أن نحسبها على الأدب الإسلامي رغم أن بعضها ظاهره البعد عن القوالب الجاهزة والأفكار النمطية المسبقة التي وضعها بعض الإسلاميين وغير الإسلاميين للأدب الإسلامي جهلاً بالمعنى الحقيقي الذي يقصده من الأدب الإسلامي ! يقول د. نجيب : " ونحن لا نقصد بالأدب الإسلامي أن تذكر فيه كلمة "إسلام" ، أو يكون مرصّعاً بالعديد من الآيات القرآنية، أو الأحاديث النبوية، أو المقتطفات المأخوذة من كتب التراث الديني، كما أنها لا تتضمن خلاصة وعظية نقدمها للقارئ! ولكننا ننظر إلى الأثر الوجداني والفكري الذي يتأتى تلقائياً دون تصنع، وعلى المتلقي أن يستنتج وحده ما تريد القصة أن تقوله " ويقول أيضاً : " هموم الشعب ومشاكله تعتبر قضايا إسلامية يستوجب النظر إليها بإمعان، وحلها بطريقة عادلة" وتحدث في الكتاب أن القصة/الرواية الإسلامية ليست فقط التاريخية، بل أيضاً الإجتماعية والسياسية، والعاطفية، وحتى الكوميدية. وهي أيضاً ليست فقط التي تتناول شخصية البطل بإيجابياته وبطولاته ونجاحاته في قالب مثالي رومانسي حالم دون التطرق للعوامل النفسية، والحالات البشرية الكامنة فيه من ضعف ونسيان وخوف وتقلب التفكير ومداخل النفس والشيطان، وتغير واستسلام أحياناً ! * في الكتاب أيضاً ردّ على انتقادات بعض النقاد الإسلاميين له حول وجود بعض المشاهد العاطفية/الجنسية في بعض مقاطع رواياته،، وكذا رد على النقاد الذين يرفضون القراءة له لمجرد معرفتهم أن كتاباته محسوبة على الأدب الإسلامي قبل حتى فهمهم لمعنى مصطلح الأدب الإسلامي! وأيضاً تحدث عن اعتراضه على الإغراق في الرمزية والغموض في الكتابات الأدبية وحبه للوضوح والرمزية المفهومة في كتاباته، وكذا أبدى رأيه في بعض الأنتقادات التي وجهت لبعض رواياته وقصصه وشرح ما يتعلق بها. **أثناء حديثه في "كواليس" بعض رواياته رأيت أن رواياته نجحت نجاحاً باهراً لدرجة أن كثيراً منها حصد جوائز أدبية مميزة من مصر والعالم العربي، في لجان تحكيم يقودها عمالقة الأدب مثل نجيب محفوظ وطه حسين وأحمد تيمور وغيرهم . بل أن نجيب محفوظ نفسه هو من قدمه للعاملين في صناعة السينما ليحولوا رواياته لأفلام ! وفي هذا الإطار فإن رواية له قد تم تمثيلها سينمائياً في السبعينيات وهي رواية "ليل وقضبان" حيث قام بدور البطلة فيها محمود ياسين.. ولكن الرقابة تنبهت أن الكاتب محسوب على الإخوان المسلمين وأن هكذا فيلم كان فيه من الإشارات السياسية للظلم الذي كان في حقبة عبد الناصر الكثير فوضعوا عراقيل كثيرة أمام تحويل أية أعمال أخرى له للسينما ، فمثلاً ألغي فيلم كان سيتناول قصته "أيام الربيع" قبل أن يبدأ العمل فيه! ومع ذلك فقد بلغ من تمكن الدكتور نجيب من كتاباته الأدبية وتميزه فيها أن مُثّلَتْ كثير من قصصه في تمثيليات الإذاعة. وغير الجوائز ، والإختيار لتمثيلها السينمائي والإذاعي، وإشادة أدباء كبار مثل طه حسين ونجيب محفوظ بها، فإن قصص وروايات الدكتور نجيب حققت انتشاراً واسعاً في العالم العربي والإسلامي، وتم ترجمة كثير من روائعة للغات الأخرى خاصة في مشرق العالم الإسلامي. وتسابقت المجلات والصحف لنشرها . شخصياً قرأت الكثير من رواياته خاصة ثلاثيته العبقرية: ليالي تركستان، وعذراء جاكرتا، وعمالقة الشمال، ثم أيضاً: دم لفطير صهيون، وعمر يظهر في القدس، وحكاية جاد الله، والذين يحترقون، ومملكة البلعوطي، وغيرها الكثير . * الكتاب مقسم تقريباً لجزئين: الأول يتكلم فيه عن العوامل التي أسهمت في تكوينه أدبياً في طفولته المبكرة وفترة صباه، حيث أنه مواليد فترة الثلاثينيات وفي الريف المصري البسيط، وعن التنوع القصص الرائع الذي أُتيح له في طفولته من مصادر متنوعة، كل واحد منها كان يمده بنوع من القصص ، فمثلا جدته كانت تقص عليه القصص القرآني والديني، بينما والدته كانت تقص عليه قصص الحاضر عن الباشوات وحكام البلد، بينما تخصص والده في قصص الأدب العربي القديم مثل الزير سالم والمهلهل، وأخذت عمته جانب قصص الأساطير وحكايات الجن والعفاريت، بينما في المسجد كان يسمع من الإمام قصص الصالحين ، ومن المغني الشعبي صاحب الربابة كان يسمع القصص الشعرية المغناة .. ومن كل هذا تفتحت قدراته الأدبية القصصية . والقسم الثاني -وهو الأطول والأهم وصلب الكتاب- : تحدث عن كثير من رواياته وقصصه، كواليسها، وظروفها، وموضوعها وشرح سريع لها مع ذكر وجه علاقتها بالأدب الإسلامي، وميزاتها عن أعماله الأخرى، ونقد النقاد لها ورده عليهم في ذلك.. بمعنى آخر كأنما كان يكتب مراجعات لهذه الروايات، مع الإستفاضة بذكر علاقتها بالأدب الإسلامي ، والإستطراد في التحدث عن جانب من جوانب الأدب الإسلامي أو الرد على شبهات الآراء فيه. **الكتاب عموماً مميز جداً ، وهام لمن يريد أن يفهم الأدب الإسلامي عموماً، وأكثر أهمية لمن يريد فهم أدب د. نجيب الكيلاني ورواياته وقصصه خصوصاً .. بشكل أعمق وأفضل. ( يفضل أن تكون قد قرأت رواياته وقصصه التي يتحدث عنها هنا ) . **بقلمي #إنعام_عبد_الفتاح © **قرأتُه اليوم الأحد 13 / 1 / 2019 م وكتبتُه اليوم نفسه الساعة: 10 ليلاً
اكتشف كتب جديدة



احصائيات

0
1
0
0
0
أفضل القراء


لا توجد أي بيانات حاليا..