d
فجر الإسلام - لونان - أحمد أمين

فجر الإسلام - لونان

فجر الإسلام - لونان

كتاب مهم يتناول فيه المؤلف الحياة العقلية في صدر الاسلام الى اواخر الدولة الاموية وقد جلى الاستاذ احمد امين كل مظاهر الحياة انذاك فكرية او ادبية او دينية واظهر العرب على حقيقتهم وطبيعتهم في تلك الحقبة وقد نال الكتاب استحسان العديد من العلماء العرب والمستشرقين قراءة الكل
أضف تقييم
بسم الله،، فإن هذا الكتاب وعلى قلة قرائتى فى التاريخ الإسلامى، فهو يعتبر أفضل ما قرأتُ حتى الآن والذى هو مقدَّم على هيئة بحث طويل عن الحياة العقلية للمسلمين عبر التاريخ الإسلامى وإذا بدأنا التاريخ الإسلامى فلابد لنظرة أوليّة لما قبل بداية الإسلام ولتلك الأمة (العربية) التى وُلد بها الإسلام فكان الباب الأول عن الجاهلية الحقيقة أن هذا الباب كان له الفضل الكبير فى تصحيح مفاهيمي عن العرب فالآن لا أندهش حين يقولون تستنجد فلسطين أو سوريا بالعروبة ولا يقولون تستنجد بالإسلام كنتُ أستغرب نداء أبناء العروبة هذا!! لا أفهم ماداموا على الحق لم لا ينادون أبناء الإسلام، فيكون ندائهم أصدق؟ في الباب الأول، نفهم الكثير عن عقلية العرب وعن أخلاقهم العريقة التي جاء الإسلام ليتممها ويزيل عنها النواقص وعن قبليتهم وتعصبهم الذى ظل في دمائهم حتى بعد أن هذب الإسلام نفوس بعضهم والباب الثانى الذى يتحدث عن الإسلام وتأثيره على الحياة العقلية للعرب فقد شمل ما قبل الفتوحات الإسلامية وما بعدها من اختلاط بالأمم الأخرى والامتزاج بها والحقيقة أن الجزء الأخير كان يشتمل على عدة أمور أثارت انتباهى الأول: تأثير الاسترقاق على الأمة الإسلامية نعلمُ أن الإسلام أتى ونظام الرق ركن من الأركان المجتمعية التى بهدمها ينهدم المجتمع فكان لابد من التدرج فى التخلص من هذا النظام فشرّع الإسلام وأتاح الطرق العديدة لعتق الرقاب، وحبب إليه وجعله كفارة عن كثير من الذنوب لكن الشاهد أنه حتى العصور الحديثة، كالعصر الفاطمى والأيوبى، كان الرق مازال شائعا بل وبصورة كبيرة، لدرجة وجود أسرة المماليك فى العصر الحديث والتى كان أصلها الرق والاستعباد فكيف يكون الإسلام عبر هذه السنوات الطريلة، لم يدفع أبنائه للتخلص من هذا النظام؟؟ وكيف تكون حجتنا الوحيدة أن نظام الرق كان متأصل فى المجتمع الجاهلى؟ فماذا عن الأموى فالعباسي فال.. فال... ؟؟ فى الحقيقة حتى مع غياب هذا النظام بشكله القوى فى العالم العربى اليوم فإنه لا يزال موجودا وكأنها نفس العربى التى تأبى إلا أن تكون له الإماء والعبيد فقد نغير اللفظ ونطلق عليه خدامات وشغالين، باعتبارها مهن وليس استرقاق فهل يُعطون حقهم أم يُبخسونها؟؟ ما علينا، المهم أن الاسترقاق لم يكن فقط فى فترة قصيرة بعد بعثة النبى بل ظل لفترة طويلة نظاما قويا فى المجتمع العربى ساعد على ذلك الفتوحات الإسلامية وما غنمه المسلمين من السبايا والأسرى والحقيقة، برغم نفورنا من الاسترقاق إلا أن هؤلاء الأسرى والسبايا كان لهم تأثير كبير على حياة المسلمين العقلية وذلك لما نقلوه إليهم باختلاطهم بأنسابهم فحدث مزج بين الحضارات ساعد على انتشار الإسلام بصورة أكبر يجب أن نقول أيضًا أن نظرة الأمم المختلفة للإسلام تختلف عن نظرة العرب المسلمين له الأمر الثانى في هذا الباب: هو أسباب دخول غير المسلمين من الأمم الأخرى للإسلام بعد الفتوحات الإسلامية فالكتاب ذكر 3 أسباب غير الاقتناع بالقلب فذكر الهروب من الجزية المفروضة، والهروب من التعذيب الذى كان يقع عليهم، والهروب من النبوذ المجتمعى لهم باعتبارهم فصيل آخر مختلف عنهم حتى وإن كانت معاملاتهم عادلة والسبب الأول والثانى يحتاجان لتحقيق وبحث، فإن كنتَ تعلم -عزيزى قارئ المراجعة- بابًا أستدلُ منه على الحقيقة، فلا تبخل به علىّ أما السبب الثالث، فهو سبب منطقىّ يقبله العقل، ونستطيع فهمه جيدًا بعد دراستنا لطبيعة نفسية الإنسان العربىّ الباب الثالث والرابع يتحدثان عن تأثير الحضارتين الفارسية والرمانية على الإسلام يواجهنى هنا سؤال حيرنى كثيرا أليست الحضارة الرومانية حضارة قائمة على الدين المسيحى والنصرانية؟ لماذا إذن كان هناك اضطهاد للأقباط من مصر، دفعهم للترحيب بالفتح الإسلامى؟؟ هذه الجزئية تدفعنى لأخرى مهمة جدًا فحين نتحدث عن اغتصاب بعض المسلمين لحقوق مواطنى الدول المفتوحة يكون الرد جاهزًا أنهم كانوا يتعرضون لأنواع من التعذيب و الاضطهاد مختلفة وشتى قبل الفتح الاسلامى لهم فليحمدوا الله على أننا خلصناهم مما كانوا فيه وإن كانت تلك الحجة صائبة، فليس من المعقول مقارنة تعامل المسلمين بتعامل غير المسلمين، فالمسلمون الذين أعزهم الله بالإسلام فهم ينشرون الخير أينما ذهبوا، لا يجب أن يكون لديهم حد معين للعطاء او التسامح، فيقف هذا الحد عند ما وصل إليه غيرهم من الديانات الأخرى بل يجب أن يكونوا مثلًا أعلى، كما أمرهم دينهم الإسلام وإلا فماذا يكون حالهم مع فتحهم لدولة هى في الأصل مستقرة؟ أيحكمونها بحكم ما كانت عليه قبلا أم بحكم دينهم وتعاليهم ينبغى التنويه إلى أننى لا أحارب الإسلام، ولا أنكر أبدًا تعاليمه وقيمه على أنها هى الصراط المستقيم الذى به تقوم سعادة البشرية لا شقائها لكن الإسلام، يتحقق بيد البشر، وكلهم يصيب ويخطئ فلا تجعلنا عصبيتنا تعمينا عن أخطاء اخوتنا، عسى ان نتعلم منها، فلا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى يبدو لى أن المراجعة طالت كثيرًا لذا فسأقول مختصرة بأن البابين الخامس والسادس كانا رائعين، وقد أفادانى كثيرًا وسأقفز للباب السابع الذى يتحدث عن الفرق الدينية ونشأتها فقد كان هذا الباب فيما شعرت فيه، حياديًا جدا لا ينجذب لفصيل على حساب آخر وقد حاولتُ فيما سبق كثيرًا قراءة كتاب الملل والنحل للشهرستانى على أنى لم أُوفق واستغربتُ من كل هذه الفرق التى انقسم إليها المسلمون وكل واحدة ترى أنها على الحق وحدها وغيرها على الباطل أما فى هذا الكتاب فقد جاء وصفهم وصفًا يسيرا قابلا للفهم بسهولة، موضحًا للاختلافات بينهم التى تكاد تكون طفيفة جدا بل تكاد تكون فى أمر واحد، فأتعجب: أينقسم الفريق الواحد لأجل أمر صغير يكبرونه فيصير مذهبًا؟ يقول طه حسين فى مقدمته للكتاب أن احمد أمين تكفل بالحياة العقلية، في حين أخذ هو الحياة الأدبية، تاركين الحياة الساسية لعبد الحميد العبادى ولكن لم يكمل مسيرته سوى أحمد أمين، فكتب فجر الإسلام، ثم ضحاه، فظهره ووقف هنا فلو أُتيح له تأريخ هذا العصر الحالى، فياترى بمَ سيسمى الكتاب؟؟ الحمد لله الذى وفقنى لقراءة هذا الكتاب وجزيل الشكر للصديق منذر على اقتراحه القيّم تم بحمد الله
اكتشف كتب جديدة



احصائيات

0
1
0
0
0
أفضل القراء


لا توجد أي بيانات حاليا..