أيتها المهبولة، في كلّ الوجوه أنتِ، أغلقي أولا هذا الباب العاري، سدّي النوافذ القلقة، ثم... قلّلي من خطايا الكلام واستمعي إليّ قليلا. لقد تعبتُ. شكرا لهبلك وغرورك، فقد منحاني شهوة لا تعوّض للكتابة ووهما جميلا اسمه الحب. مثلك اليوم أشتهي أن أكتب داخل الصمت والعزلة، لأشفى منك بأدنى قدْر ممكن من الخسارة.
قراءة الكل
أيتها المهبولة، في كلّ الوجوه أنتِ، أغلقي أولا هذا الباب العاري، سدّي النوافذ القلقة، ثم... قلّلي من خطايا الكلام واستمعي إليّ قليلا. لقد تعبتُ. شكرا لهبلك وغرورك، فقد منحاني شهوة لا تعوّض للكتابة ووهما جميلا اسمه الحب. مثلك اليوم أشتهي أن أكتب داخل الصمت والعزلة، لأشفى منك بأدنى قدْر ممكن من الخسارة.
السبت 23 يونيو 2018
راوية تستحق القراءة لأكثر من مرة. --- *مقاطع من الرواية " أبحث بعينيّ عبثا عن المدينة الأخرى التي كنتُ أبنيها كلّما زارني عزيز، كان يسميها مدينة الأطياف. أشيدها بالموسيقى و الأحاسيس المرهفة و العشق لِتمند على مدى خمسين كيلومترا" --- "يا عزيز خويا، الدنيا لا تمنحنا الشئ الكثير و لهذا نحن في حاجة الى منح أنفسنا ما نشتهي بواسطة الخيال. الخيال وحده يدفعنا نحو تحمل موتنا المحتوم لأنه وسيلتنا الكبيرة للنسيان" --- عزيز هو أخ ياسين (الرَاوِي) قُتِل عزيز ، و صُلب العَمُّ "غلام الله " --- *مقطع من الرواية " صِرنا نكتفي بالأفراح الصغيرة لمواجهة الأوجاع التي تحرقنا من الداخل كالحطب اليابس. من فرط إصرارنا على الحياة ما زلنا نتخيل أننا نملك القدرة على الحُب و عندما يضيق القلب نوسعه قليلا مثل حقيبة الغريب و لو أدّى بِنا ذلك إلى تمزيقه بعض الشئ لِيستوعب قدرا آخر و مزيدا من الأوهام." --- يروي واسيني في شخصية ياسين الفنان النحَّات حُرقته على بلده الجزائر و خرابها بعد الحرب الخاسرة، فَقد البلد و فِتنة المرأة التي يدعوها (المهبولة) عشقَته و عشقَها و غَابت عنه في موج البحر. حبه الطفولي الذي شاخ معه. يَصنع ياسين تِمثالا لِامرأة لا رأس لها، فيه مِن المرأة التي أحبها من خلال صوتها و هي المديعة نرجس، و فيه من فِتنة التي أحَبَّته و عندما بحثَ عنها لِيُحبها تبخَّرت، رحلت و لم ترحل، و فيه من أخته زليخة التي عَلَّمتهُ النحت و ما يَصنعُ سِحر الأنامل. ---- بأسلوبه الرائع المتميز يروي لنا "واسيني" خيبة أمل، مأساة، صرخة ، جروج غائرة، حسرة على البلد و حنين لِتُربتها، سعادات صغيرة، و أحزان كثيرة تُسافر معه إلى أمستردام حيث الحب و الفن، الجَمال و الإنسانية، أو هكذا يراها ياسين الفنان. يذكر في روايته العديد من الكُتاب و الفناني كَ: Virginia Woolf, Vincent van Gogh, Rembrandt..... --- *مقطع من الرواية "نحن هكذا. لا نترك وطنا إلا لنتزوج قبراً في المنفى" كررها لأكثر من مرة في الرواية " --- تحدث لنا بإعجاب عن مدينة بروكسيل و حسرته على حال بلده و كَتَب: " نحن عندما نأتي من بعيد تستيقظ أنانيتنا القديمة و نتمنى أن تنتقل إلى بلدانِنا كل هذه الأشياء الجميلة و نقنع أنفسنا أن لا شئ ينقصنا، لا شئ سوى تلك اللمسة السحرية التي تجعل من الإنسان إنسانا" و يُضيف: "في مجتمعاتنا أكثر من سبعين بالمئة من الأمية، و هذه الأمية...