d
هذي بلاد لم تعد كبلادي - فاروق جويدة

هذي بلاد لم تعد كبلادي

هذي بلاد لم تعد كبلادي

ارحل وعارك بين يديك هذى بلاد .. لم تعد كبلادى طيف .. نسميه الحنين قراءة الكل
أضف تقييم
بدايةً لا أعرف سبباً لحبى لشعر فاروق جويدة وأستغرب جداً حالة فاروق جويدة أحس شعره قوياً وموجهاً وحازماً فى ألفاظه لا أريد أن أقول ثورياً لكنه يبدو أحياناً لشدة شجنه يبدو ثورياً طبعاً فيما يخص مسائل الوطن والوطنية. الغريب أنه عندما نشاهد شخصية جويدة فى حواراته التليفزيونية أو برامجه أحس أنه على العكس تماماً من شعره شخصية مسالمة لا تعرف القوة ولا الحزم حتى فى طريقة إلقاءه لشعره هو شخصياً .. أستطيع أن أقول أنه عقل مُبدع فى جسد موظف. نعود إلى تقييم الكتاب وهو عبارة عن ثلاثة قصائد فقط بعنوان هذى بلاد لم تعد كبلادى والحقيقة أن أكثر ما استفزنى وجعلنى أقدم على قراءة الكتاب هو عنوان القصيدة والتى بالطبع لم تكن القراءة الأولى لها هى هذه القراءة. الألفاظ الجرئية والحازمة القاطعة هى من أهم مميزات شعر جويدة فيكفى أن تستمع إلى البيت التالى حتى تتأكد من هذا عندما يتكلم جويدة عن المطحونين من أبناء بلده الباحثين عن العيش الكريم فى ظل فساد واستبداد أنظمة الحكم فى بلادنا فيقول: "كل الحكاية أنها ضاقت بنا ... واستسلمت للص والقواد!" ثانى أهم عناصر تميز شعر جويدة هو الشجن والحنين الدائم للوطن فيقول جويدة على لسان أحد ضحايا الإهمال والفساد فى بلادنا مخاطباً الوطن: "قد كان حُلمى أن يزول الهم عنى عند بابِك قد كان حُلمى أن أرى قبرى على أعتابِك المِلح كفننى وكان الموج أرحم من عذابِك" البيتين القادمين سيجعلانك تبكى فكن حذراً .. عندما يخاطب جويدة وطنه على لسان ضحايا الغش والنصب وعصابة الإفساد: "أسرفتُ فى حُبى .. وأنت بخيلة ... ضيعتِ عُمرى .. واستبحتِ شبابى شاخت على عينيك أحلام الصبا ... وتناثرت دمعاً على الأهداب" ستلمح الآن الثورية بغير مواربة فى شعر جويدة فيقول: "فى قمة الهرم الحزين عصابة ... ما بين سيف عاجز .. ومُرابِ يتعبدون لكل نجم ساطع ... فإذا هوى صاحوا: "نذير خرابِ" "كيف ارتضيت ضلال عهد فاجر ... وفساد طاغية .. وغدر كلاب؟! ما بين أحلام توارى سحرها ... وبريق عمر صار طيف سراب شاخت ليالى العمر منى فجأة ... فى زيف حلم خادع كذاب" وعندما يعاتب جويدة وطنه عتاب الحبيب فيقول وبهذا أختم مراجعتى لهذا الكتاب صغير الحجم عظيم الأثر: "من كان أولى بالوفاء؟! عصابة ... نهبتك بالتدليس .. والإرهاب؟ أم قلب طفل ذاب فيكِ صبابةً ... ورميته لحماً على الأبوابِ؟! قد كنت أولى بالحنان .. ولم أجد ... فى ليلِ صدركِ غير ضوء خابِ"
اكتشف كتب جديدة



احصائيات

0
1
0
0
0
أفضل القراء


لا توجد أي بيانات حاليا..