شهدت الأندلس، إبان الحكم العربي الإسلامي لها، صوراً من التمازج الحضاري والتفاعل الثقافي والتبادل اللغوي ما عزّ نظيره في ذلك الزمن الغابر، حتى وجدنا قوافل العلماء من العرب والأوروبيين على حد سواء تتنقل عبر حدود الدول الأوروبية والأندلسية حاملة الكتب والمخطوطات قاصدة مجالس العلم والفكر والمناظرة في طليطلة ومرسية وقرطبة وحتى القسطن...
قراءة الكل
شهدت الأندلس، إبان الحكم العربي الإسلامي لها، صوراً من التمازج الحضاري والتفاعل الثقافي والتبادل اللغوي ما عزّ نظيره في ذلك الزمن الغابر، حتى وجدنا قوافل العلماء من العرب والأوروبيين على حد سواء تتنقل عبر حدود الدول الأوروبية والأندلسية حاملة الكتب والمخطوطات قاصدة مجالس العلم والفكر والمناظرة في طليطلة ومرسية وقرطبة وحتى القسطنطينية، ووجدنا التزاوج بين الأندلسيين والروم من الإسبان الفرنسيين وغيرهم يصل مداه حين تعج قصور ملوك الأندلس وبيوت الأندلسيين بنساء ورجال لا يستطيع المرء أن يميز بين من كان منهم أوروبياً ومن كان عربياً، حتى قيل إن خلفاء بني أمية في الأندلس كان معظمهم بيضاَ شقراً زرق العيون نزوعاً إلى أمهاتهم الإسبانيات.إنها الأندلس ملتقى الثقافات، والأم التي استطاعت، بتفاعلها وانصهارها، أن تنشئ حضارة مازال وميضها يأخذ بالألباب حتى اليوم