استيقظ في هذا الصباح على صوت الرعد. كان قوياً اهتزت له الشبابيك. أسرع بارتداء ملابسه ولم يعتن بتثبيت ربطة العنق التي كانت تأخذ منه وقتاً مرهقاً. خرج لا يلوي على شيء سوى الوصول في الوقت المناسب إلى المدرسة الصغيرة. أحس بأنه يكره المدير فهو رجل قصير، ربطة عنقه مثل حبل ملقى على صدره. يجلس وراء المكتب كأنه جنرال يدير معركة خارج الأس...
قراءة الكل
استيقظ في هذا الصباح على صوت الرعد. كان قوياً اهتزت له الشبابيك. أسرع بارتداء ملابسه ولم يعتن بتثبيت ربطة العنق التي كانت تأخذ منه وقتاً مرهقاً. خرج لا يلوي على شيء سوى الوصول في الوقت المناسب إلى المدرسة الصغيرة. أحس بأنه يكره المدير فهو رجل قصير، ربطة عنقه مثل حبل ملقى على صدره. يجلس وراء المكتب كأنه جنرال يدير معركة خارج الأسوار. قهقه وعتب على نفسه فهو يضخم الأدوار ويعطي المدير أكثر مما يستحق. وصل إلى المدرسة، كان وقت المحاضرة قد مضى. لم يشأ أن يدخل إلى مكتبه أو مكتب المدير. وقف تحت إحدى الشرفات وهو يتقي حبات المطر التي بدأت تتساقط بهدوء. لم يشم رائحة المدرسة التي دخلت أنفه أول مرة عندما كان صغيراً. كانت ممزوجة برائحة الطباشير والدفاتر.