التقدم الكبير الذي أحرزته البشرية في كافة المجالات ثمرة من ثمرات العلم وحصيلته، فلا تجد وسيلة من وسائل الحياة ومقوماتها إلا ولها أصل في العلم ترجع إليه. وبمقدار ما يُبذل من جهد إنساني في البحوث العلمية، فإن مخرجات وتطبيقات العلم تكون أكثر تقدماً. من هنا تزايد الاهتمام بالعلم، وبدأ المعنيون في معظم الدول بمراجعة شاملة لبرامج التر...
قراءة الكل
التقدم الكبير الذي أحرزته البشرية في كافة المجالات ثمرة من ثمرات العلم وحصيلته، فلا تجد وسيلة من وسائل الحياة ومقوماتها إلا ولها أصل في العلم ترجع إليه. وبمقدار ما يُبذل من جهد إنساني في البحوث العلمية، فإن مخرجات وتطبيقات العلم تكون أكثر تقدماً. من هنا تزايد الاهتمام بالعلم، وبدأ المعنيون في معظم الدول بمراجعة شاملة لبرامج التربية العلمية وأهدافها، والتركيز على المتعلمين وتنمية مهارات التفكير العلمي لديهم، والتي تمكنهم من التعامل مع المواقف الحياتية المستجدة، وتحسين ميولهم واتجاهاتهم العلمية، إضافةً إلى مساعدتهم على اكتساب المعرفة العلمية المتراكمة والمتشابكة.ولتحقيق ذلك يجب إعادة النظر في مناهج العلوم الطبيعية، والتي تشتمل في الغالب على: الفيزياء، والكيمياء، وعلوم الحياة، وعلوم الأرض، وذلك بإدخال التحسينات اللازمة على محتوى الكتب الخاصة بها، وتوظيف استراتيجيات وطرق تدريس جديدة تواكب مستجدات العصر المتسارعة.وفي هذا الكتاب محاولةٌ لعرضِ أكبرِ كمٍ ممكن من المفاهيم والمفردات ذات الصلة بمناهج العلوم الطبيعية وطرق تدريسها، ووضعها أمام أيدي معلمي المستقبل، والمعلمين والمشرفين في الميدان والمهتمين؛ لمساعدتهم في عملهم، وإطلاعهم على ما هو جديد في هذا المجال، بأسلوب مبسط يجمع بين النظرية والتطبيق.يتكون هذا الكتاب من عشرة فصول، تبدأ بالفصل الأول الذي يتناول طبيعة العلم وتاريخه وفلسفته، ثم تتوالى الفصول في عرض عناصر المنهاج الخمسة وهي: الأهداف السلوكية في الفصل الثاني، وعرض لمحتوى كتب العلوم في الفصل الثالث، ثم تقديم الأنشطة التي يتبعها معلم العلوم بمسمى (عمليات العلم) في الفصل الرابع.وتوزع العنصر الرابع وهو تدريس المنهاج على ثلاثة فصول هي: الفصل الخامس الذي تم فيه عرض المفاهيم المتعلقة والمرتبطة بعملية التدريس، وعرض أهم مهارات التدريس، والفصل السادس هدف إلى إطلاع المهتمين على الاتجاهات الحديثة والنظريات التي يُبنى عليها تدريس العلوم، والفصل السابع الذي تناول بشيء من التفصيل أهم طرق تدريس العلوم. أما العنصر الخامس والأخير من عناصر منهاج العلوم وهو التقويم، فقد تم عرضه في الفصل الثامن، وظهر فيه دعوة جادة لتبني أساليب تقويم حقيقية تعتمد على أداء الطالب، وأن لا تقتصر على الاختبارات التحصيلية التي تشتمل على عيوب ومآخذ كثيرة.الفصل التاسع يتناول تحليل محتوى كتب العلوم بطريقة كمية، تُعطي المعلمين والمشرفين ومؤلفي الكتب معلومات دقيقة عن مناهج العلوم؛ ليكونوا قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة فيما يخصها، بعيداً عن التنظير وإظهار الذات. واختتم الكتاب فصوله بموضوع التخطيط للتدريس، تلك العملية التي تتطلب فهم ما ورد في الفصول التسعة السابقة، حتى تكون ناجحة وتحقق أهدافها، حيث تم عرض معنى التخطيط وأهميته، وأنواع الخطط الدراسية: قصيرة المدى وطويلة المدى.