َرَج الطابونة" وهي عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة جدا، تميز الكاتب المقدسي سمير الجندي بكتابة هذا النوع من القصة القصيرة جدا، إذ لا يتجاوز عدد كلمات بعض قصصه عن عدد أصابع اليدين، بلغة مكثفة عميقة، تُعبر مقدرة، وإبداع، وتمكن هذا الكاتب، وتبين ثقافته الواسعة، فهي نصوص كاريكاتورية بمعنى الكلمة، فيها العمق، وفيها أحيانا السخرية ال...
قراءة الكل
َرَج الطابونة" وهي عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة جدا، تميز الكاتب المقدسي سمير الجندي بكتابة هذا النوع من القصة القصيرة جدا، إذ لا يتجاوز عدد كلمات بعض قصصه عن عدد أصابع اليدين، بلغة مكثفة عميقة، تُعبر مقدرة، وإبداع، وتمكن هذا الكاتب، وتبين ثقافته الواسعة، فهي نصوص كاريكاتورية بمعنى الكلمة، فيها العمق، وفيها أحيانا السخرية الأدبية التي تتناول كثيرا من مظاهر الحياة السياسية، والاجتماعية، والوطنية، سمير الجندي، يُعرفنا على القدس، الذي عاش فيها، وشرب معاناة أهلها، مع أصوات المؤذنين ومع أجراس الكنائس، ومع أصوات الباعة في باب العمود، والعطارين، وخان الزيت، " درج الطابونة" هو ممر بين طريق باب السلسلة وحي الشرف، هذا الحي الذي استولى على بيوته المحتل، فصارت المدينة العتيقة عالمين اثنين، عالم من الوجوه الرمادية كما يُعبر عنها الكاتب، واصفا وجوه المحتلين الباهتة، الباردة، القاسية، الغريبة عن المدينة وألوانها، وعالم آخر من الزهاد والعباد والمرابطين، عالم الوجوه السمر...