صورة من صور المعاناة لأستاذ جامعي، وأديب معروف في الأوساط العربية هو الدكتور سليمان الشطي الذي بقي في الكويت مع غيره من الأهل طوال شهور الاحتلال وتحمل صنوف الأذى والبطش والمهانة على أيدي جبابرة النظام العراقي وزبانيته، حيث ملئت نفوسهم بالحقد على الكويت وأهلها.والكتاب يمثل وثيقة تاريخية من شاهد عيان جاءت منطلقة من مواجهة وحوار لا...
قراءة الكل
صورة من صور المعاناة لأستاذ جامعي، وأديب معروف في الأوساط العربية هو الدكتور سليمان الشطي الذي بقي في الكويت مع غيره من الأهل طوال شهور الاحتلال وتحمل صنوف الأذى والبطش والمهانة على أيدي جبابرة النظام العراقي وزبانيته، حيث ملئت نفوسهم بالحقد على الكويت وأهلها.والكتاب يمثل وثيقة تاريخية من شاهد عيان جاءت منطلقة من مواجهة وحوار لابنته معه، تلك التي بلغت إبان فترة الاحتلال البغيض العاشرة من عمرها، ولكن الأب الحائر الذي وضعته ابنته أمام حقائق لا مهرب من مواجهتها يحاول استعادة توازن العالم أمام عيني طفلته التي أفزعتها وحشية الغزو وبشاعة الاحتلال الذي قام به جيش عربي لجار مسلم، ويحاول بقدر ما يستطيع أن يتلمس مخرجا من هذا النفق المظلم – على حد تعبيره – ويتساءل: "هل حقا سقطت كل الأشياء الجميلة؟".إنه يُحيل قناعة ابنته إلى ذوي العقول والمفكرين من أبناء هذه الأمة، لكي ينتزعوا منها ذكرى الأيام والليالي المفزعة التي قضتها مرتعدة ملتصقة بمخبئها الصغير، وكل المعاني النبيلة من محبة ورحمة تهتز من حولها، لتحل محلها مفردات التدمير والخوف والسلب والنهب، وخبرات الرصاص القاتل الذي تجمع في فناء بيتها.. إنه يفكر في حل عملي لإحلال مفاهيم الحب والتضامن والعروبة والجوار، وليس فقط في سلام البسطاء أو صفح القديسين.