أرض العراق وشعبه، طبيعة شعرية زاخرة بعناصر الجمال والإلهام والإبداع، والروح العراقية كذلك مؤهلة للتعبير عن أحاسيسها تعبيراً منبثقاً عن موسيقى آخاذة، تخرج من القلب، يصورها العقل ويسجلها الخلود. وقد انفتح العراقيون على التيارات الفكرية والأدبية الفاعلة، وتلقحوا بها، فجرت في عروقهم دماً جديداً. في هذا الجو من التدفق والنهوض، وجدت ح...
قراءة الكل
أرض العراق وشعبه، طبيعة شعرية زاخرة بعناصر الجمال والإلهام والإبداع، والروح العراقية كذلك مؤهلة للتعبير عن أحاسيسها تعبيراً منبثقاً عن موسيقى آخاذة، تخرج من القلب، يصورها العقل ويسجلها الخلود. وقد انفتح العراقيون على التيارات الفكرية والأدبية الفاعلة، وتلقحوا بها، فجرت في عروقهم دماً جديداً. في هذا الجو من التدفق والنهوض، وجدت حاجة ملحة لابتكار أساليب جديدة في الشعر العربي المعاصر تحمل مضامين وآراء تتناسب وحداثة المواقف. هذا الابتكار الشعري دعا إلى شحذ الفراغ وإلهاب الهمم، يلبي حاجات العصر التي أصبحت ضرورة قصوى للحياة بالنظر لتنوع الحاجات في عصرنا الراهن بعد مضي نصف قرن على تاسيس الحداثة الشعرية العربية. لقد تبلورت مقومات الشعر العراقي المعاصر في خيوط الثقافات المتشابكة، التي لا بد لها من إيجاد نافذة تطل على مساحة الشعر العراقي والإفادة من تلك الثقافة التي وفدت من الغرب، وتأقلمت في بيئة الشرق، فجاءت الحداثة بمثابة انقلاب على النمطية التي ثار عليها الشعر العربي بأساليب مختلفة.والمؤلف في هذا الكتاب يعرض للقارئ العربي سير وشواهد شعرية من تجارب جيل الرواد للشعر الحرفي العراق، علماً بأنه قد ركز في هذا الكتاب على هذه النخبة المنتخبة من أولئك الشعراء لأنهم أكثر سبقاً وشهرة وممارسة في هذا اللون من ألوان الشعر العربي، مستنداً في سير الشعراء المعنيين على المصادر المتوفرة وأهمها (شعراء عراقيون) لمنذر الجبوري، و(في الشعر العراقي الجديد) لطراد الكبيسي، و(معجم أعلام العراق في القرن العشرين) لحميد المطبعي... وسيلاحظ القارئ أن انطلاقة حركة الرواد للشعر الحرفي العراق في العراق في بداياتها ذات مسوح رومانسية، وأبعاد فكرية، تنتمي لكل ما كان يعد جديداً في تلك الحقبة من الزمن.