يعالج الكاتب والفنان التشكيلي العراقي عبد الرضا صالح محمد في روايته "بعد رحيل الصمت" ثقافة كم الأفواه، وحضر الكلام ومنع إبداء الرأي، حيث يرى أن الصمت ثقافة الإسكات القسري في عالم تحفه المخاوف وتفرضه سلوكيات الهيمنة الحزبية أو الحكومية، مقوماته الجريمة والقتل على الشبهة ومخالفة المعتقد، مارسه حكام طغاة في بلادنا العربية لغلق صوت ...
قراءة الكل
يعالج الكاتب والفنان التشكيلي العراقي عبد الرضا صالح محمد في روايته "بعد رحيل الصمت" ثقافة كم الأفواه، وحضر الكلام ومنع إبداء الرأي، حيث يرى أن الصمت ثقافة الإسكات القسري في عالم تحفه المخاوف وتفرضه سلوكيات الهيمنة الحزبية أو الحكومية، مقوماته الجريمة والقتل على الشبهة ومخالفة المعتقد، مارسه حكام طغاة في بلادنا العربية لغلق صوت الحق وتمرير المخططات الجائرة بدافع الهيمنة على السلطة واستباحة الحريات، يستأثر بها بالمؤيد ويقصي منها المخالف، رؤيتهم إن لن تكن معهم فأنت ضدهم لا وسط بينهما، أنت متهم بدون ذنب وأنت هارب بدون تهمة، وأنت ملاحق بدون جنحة، كابوس رسموه على شكل وهم لا يمكنك تصديقه فعلامات الاستفهام تسير أمامك وخلفك وتتابع خطواتك. وقد مورست هذه الثقافة بشكلها البشع في المجتمع العراقي على مدى عقود امتدت من نهايات القرن المنصرم وبدايات القرن الحالي حتى لحظة السقوط التاريخية. بعد هذا التأريخ، كانت نهاية الصمت وبداية البوح ورفع الحظر عن الأقلام، فاسترسلت تخط في هذه الرواية ما كدسه الصمت من ألم..