* يستعرض الكاتب الأوجاع المصرية في لغةٍ نابضة، فيقول: فاض الكيل بأهل مصر "بعد أن اختلطت الأوراق، وتاهت المعايير، واستوطن الفساد البيوت والعقول، وأصبح الغش في كل شيء عنوانًا للحياة! * كان طبيعيًّا أن يمتلئ جسد مصر بالأوجاع من كل لون وصنف، خصوصًا بعد أن أصبحت أرضها طاردة للذوق السليم (العمران، والأرصفة، والميادين)، وحاضنة للعشوائي...
قراءة الكل
* يستعرض الكاتب الأوجاع المصرية في لغةٍ نابضة، فيقول: فاض الكيل بأهل مصر "بعد أن اختلطت الأوراق، وتاهت المعايير، واستوطن الفساد البيوت والعقول، وأصبح الغش في كل شيء عنوانًا للحياة! * كان طبيعيًّا أن يمتلئ جسد مصر بالأوجاع من كل لون وصنف، خصوصًا بعد أن أصبحت أرضها طاردة للذوق السليم (العمران، والأرصفة، والميادين)، وحاضنة للعشوائيات (حركة الناس في الشوارع)، وساحقة للقيم المجتمعية (تفشي العنف والصراخ واللامعقول..). * هرب الانتماء من الصدور وتآمر الناس علي أنفسهم وانتشرت الموبقات (انتشار النار في الهشيم) وامتلأت سماء مصر بالغيوم، فأضحي كل شيء (ضبابًا) وغاب الوعي وانهار سلم القيم، وفقدت (الأشياء) معانيها، ومدلولاتها. * أصبح الخوف قرينًا للبشر (الخوف من الآتي، وغلاء الأسعار، والقبح الذي سد علي الناس كل المنافذ، والخوف علي النيل، والأرض، والعِرض، وفلذات الأكباد). * يا ألله! هل يعقل أن تصبح مصر (مأوي) للانتهازيين والمعولمين، وطالبي الثراء (بأي ثمن) .. ليفر الأمان من أرضها التي كانت - يومًا - طيبة؟! * وأخيرًا عندما يشعر مواطنها البسيط أنها لم تعد بلاده (التي ورثها عن أجداده) وأنه أصبح (غريبًا) بين أهلها.. فهي إذن الكارثة!!